انتقاد لاذع يطال “بشار” وزوجته.. “علوش” و”مرتجى” و”عبد الكريم”.. يحطمون جدران الخوف

الاردن اليوم و الحل نت  :

الامر سيان في مناطق المعارضة والموالاة للنظام السوري من حيث رقعة الفقر وانتشار الجريمة .

في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام يهيمن قادة الميلشيات الموالية للنظام والمدعومة من ايران على اهم مفاصل حياة المواطنين 

 

ومنذ بَدْء الاحتجاجات في سوريا في مارس/آذار 2011، كان من غير المألوف أن ترى الموالين للحكومة السورية، يظهرون بشكلٍ علني ومباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لانتقاد أداء الأجهزة الحكومية، إنّما كان يقتصر انتقادهم على كتابات تدل على عدم علم أو رضا الرئيس السوري “بشار الأسد” بأي تقصير، لضمان عدم الملاحقة الأمنية.

ومع وصول الفقر إلى نقطة يصعب فيها الحصول على الخبز، الذي يعدّ الغذاء الرئيس للسكان، بدأت الانتقادات للأسد وزوجته “أسماء الأخرس” بالظهور.

“كنانة علوش”، مذيعة ومراسلة قناتي “سما” و”الدنيا” والتي رافقت الجيش السوري في أغلب معاركه ضد فصائل المعارضة، كانت آخر من بثت رسائل غاضبه إلى الرئيس السوري عبر صفحتها الرسمية، تشكو سرقة جميع محتويات منزلها من قبل لصوص وصفتهم بالمعروفين، دون محاسبتهم.

وقالت “كنانة” في تسجيلٍ مصور، إنّها طلبت من “الأسد” استعادة حقوقها، وأوضحت أنّها خسرت مبلغًا كبيرًا من المال والأشياء الثمينة في منزلها خلال السرقة، ورغم معرفة السلطات الأمنية بهوية السارق، إلّا أنّه لا يزال طليقًا.

وزادت حدة السرقات في مدينة حلب، إذّ يتعرض الناس للاعتداء في وضح النهار وسرقة ممتلكاتهم، في حين يستطيع البعض استعادة مسروقاتهم بفضل علاقتهم بالأجهزة الأمنية، في حين يفقد آخرين أملهم باستعادة ممتلكاتهم، وفقاً لـ”كنانة”.

وشهدت البلاد في سنوات الحرب العشر الماضية، زيادة كبيرة في نفوذ الميلشيات التي قاتلت إلى جانب الجيش السوري الذي أسس قوات محلية لمساندته، ويتورط عناصرها بكثير من الجرائم التي تشهدها مناطق سيطرة الحكومة.

انتقاد الإعلامية السورية، صنفه متابعون على أنّه جريء، وأصبح شائعاً مؤخراً، يظهر أنّه عند التعامل مع السكان فإن الأجهزة الأمنية والمؤسسات المدنية الحكومية لديها تمييز على أساس المنصب والمكانة.

خطاب “كنانة” جاء بعد يومين من ظهور والدة شاب أصيب مشاركته بالمعارك ضد المعارضة السورية، وبدت خلال ظهورها غاضبة من الإهانات التي تعرض لها نجلها، وعبرت الأم “عواطف قبيلي” عن أسفها دون تردد، بالتحاق ابنها بالجيش السوري بدلاً من السفر خارج البلاد مثل ملايين السوريين الفارين من الحرب.

وبعد تداول مقطع الفيديو لتلك الأم على نطاق واسع، صرح كثير من الناس بأنها ستتحمل مسؤولية التحدث عن “الأسد” وزوجته، إذّ أشادت خلال حديثها بمعاملة إسرائيل للجرحى مقارنة بسوريا.

واعتبرت “عواطف” أن الشعارات التي ترفعها أسماء الأسد ومسؤولين في القوات الحكوميّة، عن البطولة ودور الجيش السوري في الحرب عبارة عن «كذبة»، كما وصفت الإعلام الحكومي بأنه «فاسد ومسيح جوخ».

وتُعد قصة والدة الجريح، مشابهة لحد كبير لقصة الصحفية والمذيعة في التلفزيون الرسمي “رنا علي”، وفقاً لموقع “إرم نيوز”، عندما ظهرت في مقطع فيديو قبل أكثر من أسبوع، منتقدة وضعها المادي، بسبب انخفاض الأجور الكبير مقارنة بالأسعار، وتردي مستوى المعيشة في سوريا عمومًا.

ووجهت المذيعة الغاضبة حينها من صعوبة الحصول على أنبوبة غاز للطهي، حديثها للأسد أيضًا، وأشارت لانتشار الفساد، وتوقعت أنها ستواجه محاسبة على جرأتها، وهو ما اعتبره كثيرون قد تحقق بالفعل، عندما ظهرت معتذرة في اليوم التالي، ومبديةً تأييدها للرئيس.

وخلال أغسطس/آب الجاري، تحدث الفنان والممثل السوري “زهير عبد الكريم” عن الأوضاع المعيشيّة التي تعيشها سوريا، منتقداً الحال التي وصلت إليها البلاد، في ظل مختلف الأزمات التي تعصف بالمواطن السوري منذ سنوات.

وحمّل الممثل السوري جزء من مسؤولية إنهاء الأزمة لكل من روسيا وإيران، إذ اعتبر أنه «على الحلفاء المساهمة في حل الأزمة»

وأمّا الفنانة والممثلة السوريّة “شكران مرتجى”، فوجّهت انتقادات «لاذعة»، للحكومة السوريّة على خلفيّة قرار تحديد ساعات عمل المنشآت التجاريّة في الأسواق السوريّة، في ظل الأزمات العديدة التي تعصف بالبلاد، وأبرزها أزمة انقطاع التيّار الكهربائي المستمر.

ويعتبر المنتقدون في الآونة الأخيرة، من المواليين للسلطة السوريّة، والرئيس “بشار الأسد”، ومنذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد عام 2011، حرصوا على أن تكون تصريحاتهم موالية للسلطة، كما انتشرت لهم صورٌ وهم يقبّلون أحذية جنود «الجيش السوري»، تعبيراً عن ولائهم المطلق للقوّات السوريّة.

وتسببت الحرب السورية بمقتل نحو نصف مليون شخص، وإصابة نحو ثلاثة ملايين آخرين، وانهيار كامل للاقتصاد والليرة السورية، ومنظومات الصحة والتعليم والخدمات، وانتشار للجريمة والمخدرات، بينما يعيش الملايين نازحين من منازلهم في الداخل، أو لاجئين في العديد من دول العالم.