كيف كانت افغانستان قبل نصف قرن

الاردن اليوم :

بعد 48 عاما من الإطاحة بوالده من سدة الحكم في أفغانستان، تابع أحمد شاه، الابن الكبر لملك أفغانستان السابق، محمد ظاهر شاه، من منفاه في ولاية فرجينيا، بفزع سيطرة حركة طالبان على الحكم خلال الأيام الماضية.

أحمد شاه الذي لا يزال زعيما لقبيلة باراكازي الأفغانية، كان بعمر الـ 39 عاما عندما تمت الإطاحة بوالده، الملك محمد ظاهر شاه، من الحكم في انقلاب دموي نفذه ابن عمه، محمد داوود خان عام 1973، وكان لا يزال هناك أمل بأن تعود العائلة الملكية إلى الحكم مرة أخرى في أفغانستان قبل انهيار الحكومة الأفغانية بزعامة أشرف غني، أمام حركة طالبان المتشددة.

الملك محمد ظاهر شاه

تقول صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إنه عندما عاد الملك محمد ظاهر شاه عام 2002 إلى أفغانستان بعد 29 عاما من نفيه، في أعقاب اقتحام القوات الأمريكية والبريطانية البلاد وإسقاط نظام طالبان، رفض الأمريكيون فكرة عودة الملك إلى الحكم واستعادته لقبه، رغم أنه في العهد الملكي، تم منح الفتيات حق الذهاب إلى المدارس، وكذلك السماح للنساء بالتصويت في الانتخابات.

 

وجاءت “إصلاحات” ظاهر شاه تباعا لإصلاحات سلفه، أمان الله خان، الذي حظر اللباس التقليدي في أفغانستان، وتعدد الزوجات، كما كانت زوجته أول ملكة مسلمة تخلع الحجاب علنًا وحاربت مبدأ تعدد الزوجات في أفغانستان.

مجموعة من الفتيات الأفغانيات في طريقهن إلى الجامعة في عهد الملك محمد ظاهر شاه

ورغم الإطاحة بالملك ظاهر شاه ليصبح آخر ملوك أفغانستان، إلا أنه في الحقيقة كان إصلاحيا ووضع دستورا ونظاما دستوريا للحكم الملكي، فبعد تسلمه الحكم عام 1933 أعاد إنشاء مدارس الفتيات، التي افتتحت بشكل مبدئي في عهد الملك أمان الله خان، كما حظى الملك ظاهر خان بالقليل من السلطة في أول سنوات حكمه، وتنازل عن معظم سلطاته لأعمامه الذين عملوا كرؤساء للوزراء، بالإضافة إلى قيام حكومته بتمويل جامعة جديدة تسمح باستقبال النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب.

 

وبحسب “ديلي ميل”، فإن النساء كن يذهبن إلى الجامعة والعمل بحرية بل وانخرطن أيضا في العمل السياسي.

الملكة إليزابيث الثانية والملك محمد ظاهر شاه خلال زيارته إلى بريطانيا عام 1971

أما الآن مع بسط حركة طالبان المناهضة للحكم الملكي قبضتها على البلاد، هناك مخاوف كثيرة حيال الحقوق التي تمتع الشعب بها تحت حكم الملوك السابقين وأن تذهب تلك الحقوق بعيدة عن منال الشعب.

 

وأعلنت حركة طالبان اليوم، أنها ستسمح للنساء بالذهاب إلى الجامعات للدراسة، في قاعات منفصلة عن الرجال، كما فرت الصحفية الأفغانية، بيهيشتا أرغاند، التي صنعت التاريخ بإجراء مقابلة مع متحدث باسم حركة طالبان على التلفزيون، من البلاد خوفا من الجماعة.

صدى البلد