وقال الكعبي مع كل نسخة للماراثون يتملكنا شعور بالامتنان والعرفان إلى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صاحب فكرة إقامة سباق للخير في عام 2001، ليحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان “طيب الله ثراه”، ويحمل معه معاني العطاء والخير والعون والمساعدة للإنسانية بشكل عام والمرضى بشكل خاص، وهو ما انطلق منه الماراثون في نسخته الأولى في أبوظبي ثم توجه بعدها إلى العالمية حين انطلقت أول نسخة له في مدينة نيويورك عام 2005، وخصص ريعه والتبرعات المختلفة التي جمعها لمؤسسة “كيدني فونديشن” المتخصصة في علاج وأبحاث مرضى الكلى.
وأضاف أنه منذ تلك اللحظة والماراثون يحظى بالإقبال والمتابعة والاهتمام من مختلف القطاعات في كل مكان حل به، لأن أهدافه تعدت أن يكون حدثاً رياضياً للجري والتسابق ليصبح حدثاً إنسانياً نبيلاً، كما أضحت حديقة “سنترال بارك” الشهيرة في قلب نيويورك والتي يقام عليها الماراثون تنتظر الحدث وما يجمعه ويضمه من مشاركين بما يضفي على الحديقة لمسة إنسانية وترويجية كبيرة.
وقال: “50 عاماً وعلاقتنا مع مدينة نيويورك راسخة ومتينة في مختلف الجوانب التجارية والفنية والتعليمية والرياضية وأصبح ماراثون زايد الآن أحد معالم المدينة وحديقة سنترال بارك الشهيرة، وبات الناس ينتظرونه كل عام للمشاركة والمساهمة في تحقيق هدفه الخيري النبيل، خاصة وأن كل الناس هناك لمست ورأت ما أنجزه إسهام الماراثون في علاج الكثير من الحالات المرضية بالمجان فضلا عن المساهمة في تدعيم الأبحاث العلمية التي تقوم بها هذه المؤسسة الطبية العلمية الرصينة وهو ما نعتز به ونفخر ونحرص على استمراره دائما”.
وأضاف استطاع الماراثون عبر سنوات إقامته أن يثبت وجوده ودوره ومكانته، وأن يحقق أهدافه كاملة من خلال الدور الإنساني الذي يقدمه ويقوم به، وهو ما جعل أكثر من 30 ألف رجل وامرأة وطفل من كل الأجناس والأديان يشاركون في آخر نسخة للماراثون أقيمت في نيويورك وهو ما مثل حدثاً قياسياً بالنسبة للحديقة والمدينة ككل، فاق قدرة الحديقة نفسها على استيعاب كل هذه الأعداد ، علما بأن الكثير منهم شارك دون تسجيل رسمي لكنه كان حريصاً على المساهمة في المبادرة وهو ما يؤكد وصول الرسالة والمعنى للناس في هذه المدينة العالمية.
وذكر أن الماراثون شهد خلال السنوات الماضية عمليات تطوير وتوسيع وتحديث جذرية كانت بمثابة نقلة نوعية كما وكيفا من جميع الجوانب، فبات الآن أحد ثوابت مدينة نيويورك وحدثا ينتظره الجميع سنويا فضلا عن مؤسسة “كيدني فونديشن” التي نخصص ريع المارثون والتبرعات المقدمة لصالحها، وعبر هذه السنوات كلها قدمت هذه المؤسسة الطبية العريقة بإسهام الماراثون الكثير من الخدمات الطبية والإنسانية بالمجان لكثير من المرضى غير القادرين.
وتابع قطع الماراثون شوطاً كبيراً في توسيع دوره بإقامته في جمهورية مصر العربية، ضمن استراتيجية الماراثون وفكرة نشر الخير تعزيزاً لجهوده في ضوء توجيهات ومتابعة مستمرة من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رجل الإنسانية، وتأكيداً للمشاركة في عمل الخير وهي الفكرة والهدف والمسعي الذي طالما كان المغفور له الشيخ زايد يؤكد عليه ويدعو له ويعمل من أجله، وهو ما يستلهمه الماراثون مؤكدا معاني الخير والعطاء لكل البشر في أي مكان بالعالم.
وأكد الفريق محمد هلال الكعبي على ثقته في أن نسخة عام الخمسين ستكون استثنائية تاريخية تناسب احتفالاتنا بعام الإمارات الخمسين وستشكل انطلاقة جديدة لأعوام قادمة من الاستقرار والأمن والأمان والرخاء في ظل قيادتنا الحكيمة.
وثمن رئيس اللجنة المنظمة العليا لماراثون زايد دور السيناتور الأمريكي كيفن توماس باقتراحه تخصيص يوم الثاني من ديسمبر (كانون الأول) ليكون يوم الإمارات في مدينة نيويورك، وهو ما يؤكد عمق العلاقة المشتركة بين البليدن، ويؤكد على مكانة الإمارات لدى شعوب العالم بما تقدمه من جهود إنسانية في كل مكان بالعالم وهو دور لا يخفى على أحد وحين يأتي التقدير بهذه الصورة وهذا الشكل نشعر جميعا بالفخر والاعتزاز بمكانة دولتنا وما وصلت إليه في العالم كله.
وقال إن “ما حققه الماراثون خلال العقود الماضية كان مبعث فخر واعتزاز لنا جميعا لكنه في الوقت نفسه أضاف علينا مسئولية أكبر من منطلق سعينا المستمر لتعزيز مكانته وتأكيد وجوده ودوره والاسم الذى يحمله”، مؤكداً أن النسخة الجديدة ستكون نسخة أخرى محفزة لمزيد من العمل والجهد والانتشار لتحقيق مزيد من الخير وتاكيد مفاهيم الخير والإنسانية ومشاركة الناس فيه ليظل الماراثون والاسم الذي يحمله نموذجا للخير والعطاء، ولتظل شعلة الماراثون مستمرة تحمل اسم الإمارات في كل مكان.