الأردن اليوم :
روى بريان كلارك، وهو رجل أعمال كندي ضربت إحدى الطائرات مكتبه خلال هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، بينما نجا من الموت، تفاصيل ما تعرض له خلال هذا اليوم الدامي قبل 20 سنة، وذلك في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس – Associated Press” الأمريكية.
كان كلارك في عمله بالطابق 84 من البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي يوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. وعند الساعة 9:03 صباحاً، ارتطمت الرحلة رقم 175 بالطوابق من 77 حتى 85 بالمبنى، وكان مكتب كلارك عند قمة المنطقة المتضررة.
يتذكر كلارك ما جرى معه قائلاً: “زُلزِلَت غرفتنا وحسب، ودُمِّرَت في ثانية فقط. استمر التأثير المباشر بعد ذلك لعشر ثوان، وكانت تلك هي العشر ثوان الوحيدة التي شعرتُ فيها بالخوف خلال اليوم. بل بالأحرى شعرتُ بالرعب”.
بداية طريق النجاة
كانت هناك ثلاثة سلالم أمام كلارك. وقد بدأ بلا تفكير النزول عبر السلم A. ولم تكن لديه أي فكرة أنَّ ذلك هو السلم الوحيد الذي لم يُدمَّر، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 9 سبتمبر/أيلول 2021.
لكن في الطابق 81، أوقفت سيدة متجهة لأعلى كلارك والموظفين المساعدين الذين تبعوه. وأخبرتهم بالعودة لأنَّها رأت نيراناً وحطاماً بالأسفل. وكانت نصيحتها هي التوجه للأعلى إلى السطح، حيث كانت تأمل أن تنقذهم مروحية.
على الفور، توجهت السيدة إلى الأعلى، بينما ظلت مجموعة كلارك في بئر السلم، يتناقشون حول ما يجب عمله. ثُمَّ سمع كلارك صوتاً يقول: “شتتني صوت ضجيج طَرق في الطابق 81، وقد أصغيتُ للاستماع إلى ما بدا أنَّه صوت: (مساعدة! مساعدة! أنا مدفون! هل من أحد هنا؟ لا يمكنني التنفس!)”.
لذلك ترك كلارك المجموعة واتجه نحو الصوت. ورأى بين الحطام يداً تخرج من ثقب في جدار وتُلوِّح صعوداً ونزولاً. وجَّه كلارك كشافه في الثقب، ورأى عينين تُحدِّقان به.
كان ذلك الشخص هو ستانلي برايمناث، وهو موظف لدى بنك Fuji Bank كان قد رأى الرحلة رقم 175 تقترب وقد احتمى تحت مكتبه قبل الارتطام تماماً. وقد حماه مكتبه بأعجوبة، إذ انهار مكتبه.
في تلك الأثناء بات برايمناث عالقاً خلف جدار؛ فأمسك كلارك بيده وراح يسحبه. وتمكن بعد عدة محاولات من رفعه إلى قمة الجدار.
أخوين مدى الحياة!
عقب تجاوزه الجدار كان برايمناث مُغرِقاً في الامتنان. وروى كلارك لاحقاً: “لقد أعطاني قبلة كبيرة”، وضحك وهو يشعر بحرج. وأضاف: “قلتُ: (أنا بريان). وردَّ برايمناث: (وأنا ستانلي! سنكون أخوين مدى الحياة!)”.
عاد الرجلان إلى السلم. وبحلول ذلك الوقت، كانت بقية مجموعة كلارك قد اتجهت نحو الأعلى، على أمل أن يجدوا إنقاذاً لم يأتِ أبداً. ولم ينجُ أيٌّ منهم.
في حين اتجه كلارك وبرايمناث في الاتجاه الآخر، وبدآ رحلة طويلة لنزول 80 طابقاً وصولاً إلى الأسفل. وواجها أخيراً بعض الحطام الذي يتصاعد منه الدخان، لكنَّهما تمكَّنا من تحريكه.
أخيراً بلغا الرجلان الطابق الأرضي بحلول الساعة 9:55 صباحاً. وبينما كانا يغادران المبنى، أخبرهما رجل إطفاء بالركض، لأنَّ الحطام كان يتساقط في الشارع، وقد اتبعا تعليماته.
أما حين أصبحا على بُعد عدة بنايات، نظر برايمناث إلى الخلف، قائلاً وهو يوجه حديثه إلى كلارك: “أتعلم؟ أعتقد أنَّ المبنى قد ينهار؟،” بينما أجابه الأخير: “هذا مستحيل!، لأنه هيكل من الصلب …)”.
قبل أن يكمل جملته برايمناث، بدأ البرج الجنوبي ينهار بالفعل. ومع أنَّهما لم يعرفا ذلك آنذاك، إلا أنَّ كلارك وبرايمناث فرَّا قبل أربع دقائق فقط من الانهيار. ومن بين كل الناس الذين كانوا موجودين في الطوابق الواقعة أعلى نطاق ارتطام الرحلة 175، نجا أربعة فقط، كلارك وبرايمناث اثنان منهما.
حين ينظر كلارك إلى الوراء بعد سنوات، لا يزال غير قادر على تفسير لماذا هو على قيد الحياة اليوم، ويضيف قائلاً: “هناك مئات، إن لم يكن آلاف، من الأسئلة بدون إجابات: لماذا أنا؟ لماذا لم يكن شخص آخر؟ لماذا هم؟ لقد وُهِبتُ منحة. ولا فضل لي في ذلك. أنا فقط شخص محظوظ”.
عرب بوست