الأردن اليوم – خلال الأشهر الماضية برز اسم شاب فلسطيني ملثم، يغطي وجهه بكوفية حمراء، رأسه معصوب بشريط كتب عليه كتائب القسام، اسمه غير معروف، وهويته مجهولة، إنه أبو عبيدة المتحدث العسكري لكتائب القسام مرعب الإسرائيليين.
وهذا أبرز ما نعرفه عن المعلومات الشخصية لأبو عبيدة، المتحدث الرسمي لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنه يعد واحدا من أوائل المطلوبين المدرجة أسماؤهم في قوائم الاغتيال الإسرائيلية، فهو الشريان الرئيسي للحرب النفسية والإعلامية التي تفرضها المقاومة في غزة.
أصل تسمية أبو عبيدة
لقب أبو عبيدة يأتي تيمنا بـ«فاتح القدس» الصحابي أبو عبيدة بن الجراح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
ويُظهر محرك «جوجل» على الإنترنت أن عدد مرات البحث على اسم «أبو عبيدة» و«أبو عبيدة القسام» و«الملثم»، وكلها ألقاب المتحدث باسم القسام، ازداد خلال الأيام الأخيرة، التي شهدت قيام حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى ومحاولات نزع بيوت أهالي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ثم الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين في الداخل المحتل والضفة الغربية، وتلاه القصف المتواصل لقطاع غزة المحاصر.
الحديث أو البحث عن «أبو عبيدة» لا يظهر على جوجل فحسب، فقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات والمنشورات التي تتحدث عن الوجه الإعلامي للقسام، بفخر وإعجاب.
تصاعدت شهرة أبو عبيدة المتحدث العسكري لكتائب القسام في ظل عمليات المقاومة الفلسطينية المستمرة منذ نحو أسبوع، إلا أن ظهوره ليس جديدا، أطل على الشاشة للمرة الأولى عام 2006، معلنا نبأ أسر كتائب القسام للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ومنذ ذلك الوقت وهويته لا تزال مجهولة.
تقول التقارير الفلسطينية إن «وجه أبو عبيدة لا يعرفه سوى قليلون، لم ولن يظهر لوسائل الإعلام، ومنذ سنوات وجيش الاحتلال يحاول بشتى الوسائل الوصول إليه، بعدما عجزوا طوال الفترة الماضية عن تحديد هويته».
أما في الداخل الإسرائيلي، فيشكل ظهوره كابوسا وهاجسا للقيادة السياسية والعسكرية التي لطالما أحرجها أبو عبيدة بدحض رواياتها الكاذبة التي تحاول من خلالها تلميع صورتها أمام الرأي العام الإسرائيلي، وبلغ الأمر حد نشر استطلاعات رأي تؤكد بأن الشارع الإسرائيلي يصدق خطاب «الملثم المجهول» أكثر من تصريحات قادته السياسيين والعسكريين.
منذ بدء العدوان الأخير على غزة، تعدد ظهور أبو عبيدة، خطاباته حملت الكثير من الرسائل التي أوجعت بمضمونها الاحتلال الإسرائيلي، ولعل أبرزها قوله إن «قرار قصف تل أبيب والقدس وديمونا وعسقلان وأسدود وبئر السبع وما قبلها وما بعدها أسهل علينا من شربة الماء».