الأردن اليوم :
منح البرلمان اللبناني، الإثنين 20 سبتمبر/أيلول 2021، حكومة نجيب ميقاتي، الثقة في جلسة تصويت، اضطر النواب إلى تأجيلها ساعة ونصف الساعة، بسبب انقطاع الكهرباء الذي تسببت به أزمة الوقود التي تعيشها البلاد.
ويكافح لبنان ركودا ً عميقاً، إذ يؤدي نقص الوقود المتفاقم إلى توافر الكهرباء المدعومة من الدولة لساعات قليلة إن وجدت، ويعتمد معظم اللبنانيين على المولدات الكهربائية الخاصة.
كان من المقرر بدء الجلسة في الحادية عشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، لكن أنوار المبنى الذي يضم البرلمان انطفأت. وعندما بدأت الجلسة، قرأ رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، مسودة برنامج سياسة الحكومة.
صور تداولها رواد مواقع التواصل أظهرت النواب وهم يقفون خارج مبنى البرلمان في انتظار أن تصل شبكة الكهرباء.
وناقش النواب البيان الوزاري الذي وضعته الحكومة الجديدة المؤلفة من 24 عضواً بينهم امرأة واحدة، قبل التصويت على منح الثقة، وذلك بعد عام من حالة الفراغ لعدم تشكيل حكومة.
خلال تلاوته البيان الوزاري، قال ميقاتي: “هذه الحكومة إنقاذية في مرحلة استثنائية ومصيرية وخطيرة توجب إجراءات غير مسبوقة وغير تقليدية”.
أضاف كذلك أن حكومته تتعهد بـ”استئناف التفاوض الفوري مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتّفاق على خطة دعم تعتمد برنامجاً إنقاذياً قصير ومتوسط الأمد”، لإخراج لبنان من أزمة صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
وكانت الحكومة اللبنانية السابقة برئاسة حسان دياب عقدت جلسات تفاوض عدة مع صندوق النقد، ما لبثت أن عُلقت بسبب خلافات بين المفاوضين اللبنانيين.
ويقع على عاتق الحكومة الجديدة أيضاً الإعداد للانتخابات البرلمانية المحددة في مايو/أيار.
وخلال تلاوة ميقاتي للبيان الوزاري، قاطعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، طالباً منه الاختصار لكسب الوقت؛ خشية انقطاع التيار الكهربائي مجدداً.
أزمة اقتصادية في البلاد
وجراء أزمة محروقات حادة تشهدها البلاد منذ أشهر، تراجعت تدريجياً قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكل المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.
مع تراجع احتياطي المصرف المركزي من العملات الأجنبية، شرعت السلطات في رفع الدعم تدريجياً عن مواد أساسية، أبرزها الطحين والوقود والأدوية.
كان ميقاتي قد قال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الجمعة، إن الدعم يجب أن يتوقف، بل إن حكومته ستكتفي بدعم الأدوية، خصوصاً تلك الضرورية للأمراض المزمنة.
وجاءت ولادة حكومة ميقاتي في العاشر من الشهر الحالي، بعد 13 شهراً من استقالة حكومة دياب إثر انفجار مرفأ بيروت. وفشلت محاولتان سابقتان لتشكيل حكومة؛ على وقع خلافات حادة بين الأفرقاء السياسيين برغم ضغوط مارسها المجتمع الدولي الذي يشترط تشكيل حكومة تقوم بإصلاحات مقابل حصول لبنان على دعم مادي.
وكالات