الأردن اليوم :
“المتطرفون في الكونغرس يلعبون السياسة مع حياة الإسرائيليين والفلسطينيين”، هكذا ردت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021، على إزالة البند الذي ينص على منح إسرائيل مليار دولار من الميزانية الأمريكية لشراء صواريخ للقبة الحديدية.
وأضافت “أيباك”، في تدوينة نشرتها على فيسبوك: “الدعوة إلى إزالة التمويل لنظام دفاعي مخصص لإنقاذ الأرواح هو إهانة لقيمنا، ويخاطر بالمزيد من الصراع، وهو يتعارض مع الالتزام الذي أعلنه (الرئيس الأمريكي جو) بايدن وتدعمه قيادة الكونغرس”.
صدمة تل أبيب من واشنطن
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الأربعاء، إن الخطوة قادها عضوا الكونغرس الكساندريا كورتيز ورشيدة طليب، وأضافت: “الديمقراطيون التقدميون الذين يعرقلون تمويل القبة الحديدية هم من بين أولئك الذين ضغطوا لمنع وصول الأسلحة إلى إسرائيل خلال عملية حارس الأسوار، في مايو/أيار”، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
وفي هذا الصدد، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن “عدداً من أعضاء الحزب الديمقراطي المنتمين إلى ما يسمى بالجناح التقدمي، حالوا دون إقرار البند الذي ينص على منح إسرائيل مساعدات بمبلغ مليار دولار، لتمويل وحدات اعتراض يتم استخدامها في منظومات القبة الحديدية”.
و”أيباك”، وهي اللوبي الإسرائيلي الأكبر في الولايات المتحدة، كانت توجه بذلك انتقادات حادة إلى من تسميهم إسرائيل بـ”التقدميين الديمقراطيين”، الذين يطالبون بتقييد المساعدات الأمريكية لإسرائيل، بسبب ممارساتها ضد الفلسطينيين.
ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي، لم تحدد اسمه، قوله: “ثمة أغلبية داخل مجلسي الشيوخ والنواب لإقرار المساعدات الطارئة لدولة إسرائيل، لكن الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي أصبح بيضة القبان، مع أن المساعدات ستتم المصادقة عليها في نهاية المطاف”، وأوضحت “جيروزاليم بوست” أنه “لم يتمكن الديمقراطيون من تمرير مشروع القانون بدون التقدميين؛ لأن الجمهوريين لن يصوتوا لصالح مشروع القانون أيضاً، مستشهدين بسقف الديون كسبب له”.
“أخطاء نتنياهو تلاحق تل أبيب”
موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي بدوره لفت إلى أنه “قبل ساعات قليلة من التصويت على قانون الميزانية في مجلس النواب الأمريكي، أعلن بعض أعضاء الكونغرس أنهم لن يصوتوا لصالح الميزانية إذا تضمنت بند القبة الحديدية”. وأضاف: “بعد المعارضة تم حذف هذا القسم من قانون الموازنة، وسيتم إدراجه في قانون ميزانية الدفاع، الذي سيتم طرحه للتصويت في غضون بضعة أشهر فقط”.
وتابع الموقع: “معنى إزالة قسم القبة الحديدية من قانون الموازنة الأمريكية هو تأخير كبير في نقل مساعدات إضافية لإسرائيل، وهو حدث نادر لا يوافق فيه الكونغرس على تقديم مساعدات لإسرائيل لأغراض دفاعية المقاصد”.
فيما اعتبرت أوساط سياسية إسرائيلية أن منع نواب ديمقراطيين التصويت على بند المساعدة هو نتاج أخطاء الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وكتب وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، في تغريدة عبر “تويتر”: “معارضة مجموعة من الديمقراطيين الموافقة على مساعدة القبة الحديدية هو ثمرة تدخل حكومة نتنياهو السافر في السياسة الأمريكية عبر دعم الجمهوريين”.
وأضاف: “من الجيد أن حكومة التغيير بدأت في التصحيح”، في إشارة إلى حكومة نفتالي بينيت.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية يائير لابيد في تغريدة على تويتر، الأربعاء: “بعد سنوات أهملت فيها الحكومة السابقة الكونغرس والحزب الديمقراطي، وألحقت أضراراً كبيرة بالعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، نحن اليوم نعيد بناء علاقة ثقة مع الكونغرس”.
لابيد يسارع بالاتصال بواشنطن
كما سارع لابيد للاتصال مع زعيم الأغلبية في الكونغرس ستاني هوير، وقال الأخير في تغريدة: “تحدثت مع لابيد لمناقشة دعمي القوي لتمويل القبة الحديدية، لقد كررت التزامي بضمان حصول إسرائيل على هذه المساعدة المطلوبة، وأكدت مجدداً على أهمية دعم الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لإسرائيل”.
وأضاف أن الكونغرس “سينظر في تشريع هذا الأسبوع لتمويل القبة الحديدية بالكامل، سنعمل على ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، وأتوقع دعماً قوياً من الحزبين لهذا الجهد”.
لابيد قلل من أهمية ما جرى، معتبراً إياه “تأجيلاً فنياً”، وكتب عبر تويتر: “لقد تحدثت مع هوير بشأن المساعدة الأمريكية لنظام القبة الحديدية” وأضاف: “كشفت المحادثة أن هذا كان تأجيلاً فنياً ناتجاً عن النقاش في الكونغرس حول سقف العجز في الموازنة الأمريكية”، وتابع: “شكرت هوير على التزامه وأكدت له ضرورة الموافقة على الطلب في أقرب وقت ممكن، لضمان الاحتياجات الأمنية لإسرائيل”.
غير أن عضو الكونغرس البارز من الحزب الجمهوري اعتبر أن هناك أعضاء كونغرس من الحزب الديمقراطي يعادون إسرائيل.
فيما نشر عبر “تويتر” الثلاثاء: “مأساوي.. قيادة الحزب الديمقراطي تستسلم لليسار المعادي للسامية” وأضاف: “إنهم يكرهون إسرائيل لدرجة أن الديمقراطيين يمنعون مليار دولار لتمويل القبة الحديدية، وهو نظام دفاعي بحت يحمي عدداً لا يُحصى من المدنيين الأبرياء من صواريخ حماس”، وتابع: “هل سيكون لدى أي من الديمقراطيين الشجاعة للتنديد؟”.
الدعم الأمريكي لإسرائيل
وسبق أن تعهدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أكثر من مناسبة بإمداد “القبة الحديدية” الإسرائيلية بالذخيرة.
والعام الماضي، منحت واشنطن إسرائيل مساعدات مالية تبلغ 3.8 مليار دولار، كجزء من التزام سنوي طويل الأمد، ضمن اتفاق وقّعه الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2016، ويمنح تل أبيب حزمة مساعدات تبلغ 38 مليار دولار خلال 10 سنوات، تُخصص كلها لأغراض عسكرية.
وتحصل تل أبيب من واشنطن على صواريخ “تامير” الاعتراضية، المستخدمة في منظومة “القبة الحديدية”، وثمن الصاروخ الواحد 50 ألف دولار.
وخلال الحرب التي شنّها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في الفترة بين 10 و21 مايو/أيار الماضي، تم استخدام كميات كبيرة من صواريخ منظمة القبة الحديدية، المضادة للصواريخ، في التصدي للقذائف التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية.
وتسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في تدمير واسع في الوحدات السكنية والبنى التحتية، وفاقم مستويات الفقر.
عربي بوست