الأردن اليوم :
كشفت حركة “طالبان” وأمريكا تفاصيل ما دار نقاشه بين ممثلين عن الجانبين في العاصمة القطرية الدوحة، السبت 9 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وذلك في أول لقاء وجهاً لوجه بين مسؤولي الجانبين، منذ انسحاب أمريكا من أفغانستان، وسيطرة الحركة عليها.
قناة “طلوع نيوز” الأفغانية، نقلت عن القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، قوله إن المحادثات جرت حول العلاقات بين كابول وواشنطن، وتنفيذ اتفاق الدوحة، والمساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأصول الأفغانية، من بين موضوعات أخرى.
أشار متقي إلى أنه تمت في هذا الاجتماع “مناقشة المساعدات الانسانية، والتأكيد على التنفيذ الكامل لاتفاق الدوحة والتأكيد على احترام المجال الجوي لأفغانستان”.
في السياق ذاته، نقلت قناة الجزيرة عن متقي قوله إن “ممثلي حركة طالبان طالبوا الولايات المتحدة برفع حظر على احتياطيات البنك المركزي” خلال الاجتماع مع نظرائهم الأمريكيين في الدوحة.
أوضح متقي أيضاً أن واشنطن ستقدم لقاحات مضادة لفيروس كورونا للشعب الأفغاني، مضيفاً أن الوفد الأفغاني ناقش مع الجانب الأمريكي “فتح صفحة جديدة” بين واشنطن وكابول، اللتين كانتا في حالة عداء خلال غزو الولايات المتحدة لأفغانستان والذي استمر عقدين.
لفت الوزير الأفغاني أيضاً إلى أن وفد بلاده سيجتمع بممثلي الاتحاد الأوروبي لبحث التطورات الأخيرة، لكنه لم يذكر موعد عقد الاجتماع.
أمريكا تريد تشكيل حكومة
بدوره، صرح السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية الأمريكية بأن تشكيل حكومة شاملة، وتوفير ممر آمن للمواطنين الأمريكيين وزملائهم المحليين، وضمان حقوق المرأة كانت على رأس أجندة محادثات الوفد الأمريكي مع نظيره الأفغاني.
كذلك نقلت وسائل إعلام غربية عن مسؤول أمريكي كبير (لم تسمه)، قوله إن هذا الاجتماع “لا يتعلق بإضفاء الشرعية (على طالبان) أو الاعتراف بها. ما زلنا واضحين في أن أي شرعية يجب أن تكتسب من خلال أفعال طالبان. إنهم بحاجة إلى إنشاء سجل إنجازات مستدام”.
من جانبها، قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية نقلاً عن مسؤولين من الطرفين، إن كبار مسؤولي “طالبان” وممثلين عن الولايات المتحدة، يجرون محادثات، يومي السبت والأحد، “بشأن احتواء الجماعات المتطرفة في أفغانستان وتيسير إجلاء المواطنين الأجانب والأفغان من البلاد”.
لم يصدر بعد أي تعليق من السلطات القطرية بشأن الاجتماع بين “طالبان” وواشنطن في الدوحة.
تجدر الإشارة إلى أن الممثل الأمريكي الخاص للمصالحة في أفغانستان، زلماي خليل زاد، الذي قاد لسنوات الحوار الأمريكي مع طالبان، وكان شخصية رئيسية في محادثات السلام، ليس جزءاً من الوفد الأمريكي الزائر لقطر.
من جانبه، قال نائب وزير الإعلام والثقافة، ذبيح الله مجاهد، في تغريدة على تويتر، اليوم الأحد، إن “وفد الإمارة الإسلامية التقى بوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وبحث العلاقات الودية والمشاريع الاقتصادية”.
في غضون ذلك، توجهت نائبة وزير الخارجية الأمريكية، ويندي شيرمان، إلى باكستان، الخميس، في زيارة تستغرق يومين لإسلام أباد لبحث قضية أفغانستان.
كانت الولايات المتحدة قد حافظت على قنوات اتصال مع “طالبان”، منذ استيلاء الحركة على كابول، في أغسطس/آب 2021، ويُعد هذا اللقاء المباشر وجهاً لوجه الأول من نوعه.
تعتبر الولايات المتحدة أن حركة طالبان تعاونت إلى حد كبير في السماح للمواطنين الأمريكيين بالمغادرة، لكن نحو 100 أمريكي من أصل أفغاني، بحسب مسؤولين أمريكيين، لا يزالون مترددين حيال مسألة الخروج من أفغانستان.
كذلك تُقر الولايات المتحدة بأنها لم تتمكن من إخراج جميع حلفائها الأفغان، الذين أرادوا المغادرة خلال عملية الجسر الجوي، التي نقلت آلاف الأشخاص من مطار كابول قبل الانسحاب إلى خارج البلاد.
عربي بوست