الأردن اليوم – كم مرّة قلت لنفسك أنّك ستفعل شيئًا ما، ولكنك لم تلتزم بكلامك لأنّك لم تكن متحفّزًا بما فيه الكفاية، وانتهى الأمر بك مؤجّلاً ذلك التمرين الرياضي، أو ذلك الاتصال بصديقك، أو الالتحاق بتلك الدورة الدراسية. اطمئن لست الوحيد الذي يفعل ذلك، فهناك الملايين من الأشخاص الذين يفقدون حماسهم في مرحلة ما من مراحل حياتهم. فما هي الأسباب وراء فقدان الحماس والحافز يا ترى؟ جمعنا لكم اليوم أهمّ عشرة أسباب تفقد الناس الدافع والحماس للالتزام بمخططاتهم وتشعرهم باليأس والكسل والإحباط، وكذلك أهمّ الحلول للتغلّب على هذه المشكلة.
1- رؤية الجانب السيء من الأمور
يتميّز الأشخاص الفاقدون للحافز أو الحماس بأنهم في غالب الأحيان ذوو نظرة متشائمة وسلبية، بمعنى آخر، هم يركّزون على النصف الفارغ من الكوب فقط. وقدّ عرّف علماء النفس هذه الحالة باسم “تدنّي مستوى النجاعة الذاتية”، أو تدني مستوى الكفاءة الذاتية، ويقصد بالكفاءة الذاتية مدى إيمان الشخص الداخلي ويقينه بقدرته على إنجاز المهام المكلّف بها وتحقيق النجاح. وهناك العديد من المعتقدات الخاطئة والمتضاربة في هذا الشأن، هناك من يعتبر أنّ وضع قائمة بأهدافك والقيام بجلسات تخيّل النجاح فيه مضيعة للوقت وهدر للطاقة، في حين يؤمن البعض الآخر أنّ هذه الخطوات هي أولى خطوات النجاح.
ما الحلّ ؟
يكمن الحلّ في جملة هنري فورد الشهيرة: “سواءً كنت تؤمن بأنك قادر على تحقيق أمر ما أو لا فكلا الأمرين صحيحين!”، الحلّ يكمن ببساطة في طريقة التفكير. ما تؤمن بصحتّه هو ما سيأتيك بالنتائج التي ترضيك. إن كنت مؤمنا بضرورة كتابة أهدافك وترتيبها والتركيز عليها، فلا شكّ أنّ هذه الطريقة ستعود عليك بنتائج إيجابية، أمّا إن كنت مؤمنًا بأن بذل الجهد والسعي الدائم هو ما سيجلب لك النجاح، فطريقتك أيضًا صحيحة وهي ما ستعود عليك بالنتائج.
2- تجاهل أمر النتائج النهائية
يتشتّت معظم أولئك الذين يفقدون الحافز والحماس بمجرّد أن يواجهوا تحدّيًا صعبًا. إنهم يصبّون كلّ تركيزهم على الجهد والتعب والعوائق التي تقف بينهم وبين أهدافهم وطموحاتهم. وينسون أمر النتائج النهائية، والفائدة والخبرة التي سيحصلون عليها في نهاية المطاف. إنهم يغفلون عن أهميّة النتيجة النهائية كعنصر أساسي للحافز.
ما الحلّ؟
في كلّ مرة تشعر فيها بأنك قد فقدت الحماس للقيام بأمر ما، حاول أن تتخيّل النتيجة النهائية لما تقوم به، تخيّل ما ستحصل عليه من خبرة أو مردود مادّي أو تقدير معنوي من مجتمعك أو غيرها من الفوائد. احتفل بالإنجازات والانتصارات الصغيرة، فهذه الخطوة ستشعرك بأن الهدف النهائي قد أصبح إليك أقرب وتعطيك دفعة للأمام.
3- وضع أهداف غير واقعية
الأهداف الكبيرة والعظيمة، تعتبر في عالم الأعمال طريقًا وخطوة أولى للنجاح، لأنها تشعل الحماس وتزيد الدافعية. لكن، وبحسب بعض الباحثين وعلماء النفس، فقد تكون الأهداف الكبيرة سببًا للشعور بالإحباط بسبب تعقيدها والكمّ الهائل من العوائق التي قد تحول دون تحقيقها.
ما الحلّ؟
في الواقع لا ضير من الأحلام والأهداف الكبيرة، فهي حقًا الخطوة الأولى للنجاح، لكن، وحتى لا تجعل منها سببا لفقدان الحافز والشعور بالإحباط، اسعَ دائما إلى تجزئة هدفك الأكبر إلى تحدّيات صغيرة ومشاريع قصيرة الأمد، الأمر الذي سيعود عليك بنتائج سريعة وبالتالي يزيد من حافزك ويشعل حماسك للاستمرار.
4- تجاهل أهمية العادات الصغيرة
يقع الأشخاص فاقدو الحماس والحافز في هذا الفخّ كثيرًا، إنهم يريدون تحقيق إنجاز كبير، ويريدون تحقيقه مرة واحدة ومن دون أيّ فشل، لذا فعندما يحاولون المرة الأولى ويفشلون، يشعرون بالهزيمة التي تقودهم إلى الإحباط وفقدان الرغبة في الاستمرار.
ما الحلّ؟ يكمن الحلّ لهذه المشكلة في أمر بسيط جدّا، ألا وهو العادات الصغيرة، وهنا ننصحكم بقراءة كتاب مميز للكاتب ستيفن غويز بعنوان “العادات البسيطة: عادات صغيرة لنتائج عظيمة”. يتضمّن الكتاب حلاّ بسيطًا للتغلب على الإحباط وانعدام الحافز، وهو التركيز على القيام بأمور صغيرة كلّ يوم، كالمشي لمدة عشر دقائق يوميًا، أو تخفيف كمية الحلويات التي تتناولها في اليوم بمقدار بسيط، أو شرب كوب إضافي من الماء كلّ يوم وغيرها من الأمورالتي وعند الاستمرار فيها بشكل منتظم، فإنها تؤدي إلى تحقيق تغييرات عظيمة.
5- عدم اقتناص الفرص
هل سبق أن لاحظت ما يقوله لك الأشخاص المحبطون من أن الحظّ لا يحالفهم أبدًا؟ في الواقع، المشكلة تكمن في هؤلاء الأشخاص أنفسهم، وليس في الحياة من حولهم…ذلك أنهم لم يسعوا أبدًا لاقتناص الفرص التي تقودهم إلى النجاح والثروة والسعادة. كن واثقًا دومًا من أن الحياة مليئة بالفرص التي تنتظر من يستغلها.
ما الحلّ؟
كلّ ما عليك فعله هو أن تبدأ بالبحث عن هذه الفرص، تعلّم أن تجازف قليلاً وتخرج عن منطقة الراحة الخاصّة بك. تذكّر دائمًا أنك لن تصل أبدًا مرحلة الاستعداد التام، لذا بدلاً من إضاعة الوقت، انطلق في الحياة واسعَ لتجربة أشياء جديدة حتى لو لم تكن مستعدّا لها.
6- عدم السعي للعمل بجد أكبر يميل الأشخاص المحبطون الفاقدون للحافز إلى التفكير في المردود المادي قبل بذل أي جهد، إنهم يرغبون دومًا في أن يحصلوا على التقدير من الآخرين حتى قبل أن يقوموا بأي إنجاز يذكر. ليس هذا وحسب بل إنّ نسبة كبيرة منهم يضيعون نسبة كبيرة من وقتهم في وسائل التواصل الإجتماعي، فبحسب إحدى الدراسات التي أجريت حديثًا، ما نسبته 64% من الموظفين الفاقدين للحافز هم أولئك الذي يقضون وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي خلال أوقات دوامهم.
ما الحلّ؟
يكمن الحلّ في اختيار الوظيفة أو النشاطات التي تحبّها وتناسب شغفك. القيام بأمر تحبّه سيجعلك تبذل مزيدًا من الجهد فيه وستفعل ذلك عن طيب خاطر، حينها لن تشعر بالملل أو بالرغبة للجوء إلى أيّ وسائل تضيع وقتك أو تلهيك عن عملك.
7- لعب دور الضحية
دائما بالنسبة لهؤلاء الأشخاص المحبطين فكلّ ما يحصل في حياتهم هو خطأ شخص ما. عدم حصولهم على ترقية في وظائفهم، فشل علاقاتهم، وكلّ ما يواجهونه من أوقات عصيبة، هو ذنب الحاسدين والحاقدين وليس ذنبهم هم. إنه فخّ يقع فيه كثيرون ويقودهم مباشرة للفشل.
ما الحلّ؟
اعترف دومًا بأخطاءك وكن واثقًا دومًا أن حياتك هي مسؤوليتك أنت وحدك، عندما تدرك هذه الحقيقة، ستصبح قادرًا على تحليل مكامن الضعف وبالتالي العمل على إصلاحها. تذكّر دوماً أنك عندما تدرك حقيقة أنّ حياتك هي مسؤوليتك الشخصية، ستصبح حرًّا.
8- سوء إدارة الوقت
يوجد العديد من الطرق لإدراة الوقت بشكل أفضل، إلاّ أنّ المحبطين والأشخاص الفاقدين للحافز يميلون دومًا لتضييع وقتهم، إنّهم لا يحسنون إدارة وقتهم بكفاءة وبالتالي لا ينجزون بما فيه الكفاية، الأمر الذي يفقدهم الرغبة في فعل أيّ شيء.
ما الحلّ؟
تذكّر أنّ الوقت مرن ويمكنك التحكّم فيه، بمجرّد أن تتغلّب على مشكلة إدراة الوقت، ستصبح أكثر حماسًا لأنك ستنجز مهمّات أكثر في وقت أقلّ. ذكّر نفسك دومًا أنّك انت المتحكّم الوحيد في حياتك وفي وقتك.
9- انعدام الثقة بالنفس
عندما يفكّر الأشخاص في المواهب والقدرات الإبداعية التي يفتقدونها، فإنهم بذلك يحبطون أنفسهم ويبعدون النجاح عنهم. تأثير الأفكار السلبية مرعب ويقود الأشخاص إلى دوّامة الفشل اللامتناهية.
ما الحلّ؟
ثق دومًا بقدراتك، وتأكد دومًا أنّ كلّ شخص يملك ميزات ومهارات تمكّنه من النجاح، ركّز على ما تملك بدلاً من التفكير فيما ليس بين يديك. اسعَ على الدوام لبناء ثقتك بنفسك.
10- الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي
أظهرت دراسات أجريت على طلبة المدارس والجامعات، أنّ استخدامهم المستمر وبشكل كبير لوسائل التواصل الاجتماعي يقلل من قدراتهم الإبداعية، ومهاراتهم الكتابية ويزيد من تشتتهم، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع تحصيلهم الدراسي وأداءهم الأكاديمي بشكل عام. ولعلّ ذلك هو السبب وراء شعورهم بالإحباط وفقدانهم للحافز والدافعية.
ما الحلّ؟
إن وسائل التواصل الإجتماعي عبارة عن سلاح ذو حدّين. حاول دومًا أن تكون معتدلاً في استخدامها، ولا تدع نجاحات الآخرين وإنجازاتهم التي ينشرونها على صفحات الفيسبوك أو الانستغرام أو غيرها تحبطك، على العكس إجعلها دافعًا لك لتحقق المزيد.
وأخيرًا، فقدان الحافز والدافعية أمر وارد ويواجه الجميع في مرحلة ما من مراحل حياتهم، لكنّ الأشخاص الناجحين حقًا يسعون لتجاوز هذه الحالة بسرعة من خلال اتباع الحلول السابقة والتي تساعدهم على استرجاع معنوياتهم وحماسهم وشغفهم والمضي نحو تحقيق أهدافهم. إن لم تجد أنّ الطرق السابقة كافية، فألقِ نظرة على هذا الفيديو ، وتعرّف على عقل السحلية الذي قد يكون السبب وراء كلّ أفكارك السلبية.