طالبان ـ حظر ركوب سيارات الأجرة على غير المحجبات

الأردن اليوم :  أمرت الشرطة الدينية، التابعة لحركة “طالبان” في أفغانستان جميع السائقين، بالامتناع عن تشغيل موسيقى، في سياراتهم، وعدم اصطحاب راكبات، لا يرتدين الزي الإسلامي. وتم توزيع الرسالة، في كتيب إرشادي.

وأكد متحدث باسم وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” التابعة لطالبان، محمد صادق عاكف صحة الرسالة، لوكالة الأنباء الألمانية الأحد (26 ديسمبر/ كانون الأول 2021). ويحث خطاب الوزارة السائقين على عدم اصطحاب راكبات، يرغبن في السفر  لأكثر من 45 ميلا (72 كيلومترا) إذا لم يكن برفقتهن ولي أمر. وأمرت الوزارة أيضا السائقين بأخذ استراحة للصلاة ونصح المواطنين على إطلاق لحاهم.وانتقد هارون رحيمي، وهو محاضر جامعي أفغاني، تلك التعليمات الصادرة عن طالبان، قائلا إنها تعني أن سائقي سيارات الأجرة سيكونون فعليا في وضع الحامي لأجساد النساء وحركتهن. وأضاف أن ذلك من شأنه أن يخلق فرصاً للتحرش وجعل الأماكن العامة غير آمنة للنساء. وكتب رحيمي في سلسلة من التغريدات “النساء المسلمات عالمات ورائدات للصناعة والسياسة بمختلف أنحاء العالم”.وكان رحيمي وأعضاء أفغان آخرون بالجامعة الأمريكية، قد تم إجلاؤهم من أفغانستان في وقت سابق من هذا العام. يشار إلى أنه منذ أن استولت طالبان على السلطة في أفغانستان، قلصت بشكل كبير حقوق المرأة. وفي الكثير من الحالات، لم يكن بإمكان النساء العودة إلى عملهن. وتم إغلاق معظم المدارس الثانوية للبنات. ويتم قمع المظاهرات التي تقوم بها الناشطات في الشوارع بشكل عنيف.

عالم ذكوري محض.. لا للنساء

تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل “الكورتا” وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.

فصل الذكور عن الإناث

بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن “التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية”.

الأفغانيات وفقدان الحرية

أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك – نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن “لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن”.

نقاط تفتيش في عموم البلاد

انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.

رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان

في انتظار العمل

ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.

 

استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان

ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.

 

مؤيدو طالبان

تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.

تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان

وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع


 (د.ب.أ)