وفاز مونتانيي بجائزة نوبل للطب في 2008 لاكتشافه في 1983 مع شريكيه فرنسواز باريه-سينوسي، وجان كلود شيرمان فيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش أي في) المسبب لمرض الإيدز.
لكن عالم الفيروسات الفرنسي أثار الجدل مراراً بسبب نظريات مختلفة أطلقها في السنوات الماضية تسببت له في انتقادات كثيرة من نظرائه في المجتمع العلمي.
فبعد تصريحات متكررة منذ 2017 ضد اللقاحات، عاد اسمه للتداول في السنتين الماضيتين إثر إطلاقه فرضيات عن فيروس كورونا نفاها المجتمع العلمي، بينها أن الفيروس طُور في المختبر وأن اللقاحات مسؤولة عن ظهور المتحورات.
وحصدت تصريحاته عن اللقاحات إعجاباً في أوساط الجهات المناهضة للتطعيم ضد كورونا.
وفي ثمانينات القرن العشرين، انشغلت حفنة من المختبرات حول العالم باكتشاف مصدر مشكلة صحية غامضة سُميت مرض 4H، إصابته 4 فئات تبدأ أسماؤها الإنجليزية بحرف H، هم المثليون، ومدمنو الهيرويين، والهايتيون، والمصابون بالهيموفيليا.
وكان مونتانييه المولود في 8 أغسطس (آب) 1932 في إيندر وسط فرنسا، يقود منذ 1972 مختبراً متخصصاً في الفيروسات القهقرية والمسؤولة عن الأمراض السرطانية في معهد باستور.
وفي 1983، نجح مع شريكيه باريه-سينوسي وشيرمان في عزل فيروس قهقري جديد سماه مؤقتا LAV Lymphadenopathy Associated Virus بالاعتماد على عينة سحبها الطبيب ويلي روزنباوم من مريض مثلي شاب من نيويورك.
وقوبل الاكتشاف بالتشكيك، من الباحث الأمريكي الشهير روبرت غالو المتخصص في الفيروسات القهقرية.
وقال مونتانييه بعد 3 عقود: “على مدى عام، كنا نعلم أننا نجحنا في تحديد الفيروس، لكن أحداُ لم يكن يصدقنا، ورفضت منشوراتنا”.
وفي أبريل (نيسان) 1984، قالت وزيرة الصحة الأمريكية مارغريت هيكلر، إن روبرت غالو وجد السبب “المرجح” للإيدز، وهو فيروس قهقري سمي HTLV-III، وتبيّن أن الفيروس مطابق بالكامل للفيروس القهقري LAV الذي اكتشفه فريق مونتانييه، قبل عام، ما تسبب في جدل كبير عن هوية المكتشف الحقيقي للفيروس، وهي مسألة ذات أهمية كبيرة في تحديد الجهة المخوّلة بالحصول على العائدات المرتبطة بفحوص كشف الفيروس.
وانتهى الخلاف بحل دبلوماسي مؤقت في 1987، بتوقيع الولايات المتحدة وفرنسا تسوية أُعلن فيها غالو ومونتانييه رسمياً “شريكان في الاكتشاف”.
غير أن الخاتمة الفعلية حصلت بعد عقدين، بمنح جائزة نوبل للطب لمونتانييه وباريه-سينوسي، على حساب غالو.