ثاني أكبر بحيرة بالعراق في طريقها للاختفاء بسبب الجفاف

الأردن اليوم : تشهد بحيرة الرزازة التي كانت واحدة من كبرى البحيرات بالعراق، انخفاضاً حاداً في مستوى المياه فيها، وتعاني التلوث وارتفاع درجة الملوحة، فقد كانت البحيرة ذات يوم، منطقة جذبٍ سياحي معروفة بمناظر الطبيعة الجميلة ووفرة الأسماك التي اعتمد عليها سكان المنطقة في معايشهم وكسب قوتهم، لكن أسماك البحيرة نفقت الآن وتناثرت ميتةً على شواطئها، ونال الجفاف من أراضيها الخصبة فأمست بوراً قاحلة.

حسب تقرير لوكالة The Associated Press الأمريكية، الأربعاء 23 فبراير/شباط 2022، فقد كانت مئات العائلات تكسب قوتها من صيد أسماك الرزازة، لكن الجفاف جعل كمية الأسماك النافقة الآن على سطح البحيرة وشاطئها أكثر مما يعيش في باطنها من أسماك يمكن صيدها.

كما أوضح عون ذياب عبد الله، مستشار في وزارة الموارد المائية العراقية، أنه “لم يعد ممكناً استخدام البحيرة في تشغيل الموارد المائية، لأننا لا نملك كميات كافية من المياه لتعزيز مستوى المياه في بحيرة الرزازة”.

بحيرة الرزازة ضحية جديدة لأزمة المياه في “بلاد الرافدين”، فقد أدت سدود المنابع التي أقامتها تركيا وسوريا وإيران إلى تقليص مياه نهري دجلة والفرات وروافدهما، وزاد على ذلك تناقص الأمطار الموسمية وتدهور البنية التحتية في البلاد.

تقع بحيرة الرزازة، المعروفة أيضاً باسم بحيرة الملح، بين محافظتي الأنبار وكربلاء، وهي ثاني أكبر بحيرة في العراق، وتشغل جزءاً من وادٍ واسع يضم بحيرات الحبانية والثرثار وبحيرة بحر النجف.

كانت البحيرة مصباً يتحول إليه جزء من مياه نهر الفرات لدرء خطر الفيضانات، واستُخدمت أيضاً في تخزين المياه لأغراض الري. واعتاد العراقيون والسياح زيارتها للاسترخاء والترفيه عن أنفسهم خلال فصول الصيف الحارة.

في السنوات الأخيرة، اجتمع على البحيرة نقص مياه المنابع والجفاف والإهمال وزيادة التبخر خلال فصول الصيف الحارة، وزاد على ذلك التلوثُ الناجم عن تحويل مياه الصرف الصحي إلى البحيرة وسرقة حصص المياه المخصصة لها.