لماذا ننجذب إلى الأفلام الحزينة؟

الأردن اليوم – قد يكون الخروج مع الأصدقاء أكثر متعة من مشاهدة فيلم. لكنّ بعض الأشخاص يفضّلون بطبعهم الخيار الثاني ويميلون إلى الأفلام الحزينة باعتبار أنها تشعرهم بأنه في حال أفضل. فكيف يفسّر العلم ذلك؟

 

خلصت الأبحاث العلمية إلى أن الدماغ قادر على معالجة الحبكة الأساسية وقصة الفيلم بطرق مماثلة. بعد ذلك، تصبح الطرق التي يعالج بها الدماغ المعلومات المتعلقة بالجوانب العاطفية للفيلم فردية جدًا.
فالأدمغة تتزامن بشكل جماعي مع أدمغة المشاهدين الآخرين، وهذا الاندماج العقلي يؤدي إلى إثارة مشاعر التقارب الجماعي، مما يزيد من الشعور بالرضى وتقبّل الواقع.

واستنادًا إلى علم النفس، قد يكون لك صحيًّا لأسباب عدّة.

السبب الأوّل هو أن الناس يختبرون مشاعرهم من خلال الأفلام أو القصص الحزينة وهو الأمر الذي قد يشكّل علاجًا لهم خصوصًا إذا كانوا يمرّون بأوقات صعبة و بحاجة لسبب للبكاء.
نعم للبكاء! فللدموع فوائد جسدية أيضًا إذ أظهرت إحدى الدراسات أن مشاهدة الأفلام الحزينة تعزز مستويات الإندورفين في العقل وتزيد من تحمل الألم (الجسدي والعاطفي).
أمّا السبب الثاني، فهو أن هذا النوع من الأفلام يخلق رابطًا بين الممثلين والمشاهد. فالأخير يسعى إلى إيجاد القواسم المشتركة بينه وبين الشخصية، رغم من أن الاستجابة العاطفية للأفلام ليست موحدة تماما. وهذا الأمر يساعد المشاهد في حلّ مشاكله في الحياة الحقيقية والواقعية وفي الشعور بحال أفضل لأنه يدرك أنه ليس الوحيد الذي يعاني من هذه المشاكل.
ولا بدّ من التنويه هنا بأن المقارنة هي أسلوب علاجيّ يُطلب من المرضى من خلاله تخيل شخص ما في وضع أسوأ من وضعهم من أجل اكتساب منظور حول التحديات في حياتهم الخاصة.
وبيّنت الاستطلاعات أن نسبة كبيرة من الرجال والنساء أفادوا بأنهم يشعرون بتحسن نتيجة البكاء بسبب الأفلام.

وتجدر الإشارة إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال للاستجابة للمحفزات العاطفية السلبية في الأفلام مثل الشعور بالحسرة والموت واليأس والدموع.
من جهته، يعتبر الرجال أكثر عرضة للاستجابة للمنبهات العاطفية الإيجابية مثل قدرة البطل على هزم أعدائه رغم إصابته البليغة لإنقاذ أفراد عائلته.

ولكن رغم ذلك، ينصح العلماء بتجنّب المشاهدة أو القراءة اليومية لهذا النوع من الأفلام والقصص لأنها قد تزيد من مستويات الكآبة والحزن.

لهذا ينصح هؤلاء باتّباع الإرشادات التالية:
– عدم الشعور بالسوء حيال الشعور بالحزن وبمعنى آخر تقّبل التجارب والمشاعر وعدم الحكم عليها
– الكتابة: الكتابة من دون توقف لمدة خمس دقائق أو أكثر عن الأحداث المؤلمة والأوقات العصيبة والحنين لبعض الذكريات، قد يساعد على البدء في الشعور بالتحسن

– المواظبة على الابتسامة والضحك: الضحك استجابة للألم والحزن يمكن أن يكون آلية تأقلم رائعة ويزيد هرمون السعادة ويقلل من التوتر
– إعادة صياغة الأفكار والتوقفعن التفكير في الماضي وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تحويل فكرة سلبية إلى فكرة إيجابية
– تمضية وقت في الطبيعة: بيّنت دراسات أن 17 قضاء حوالي 20 دقيقة يوميا في التجول في الحي أو الحديقة العامة، يمكن أن يعزز بشكل كبير الإحساس العام بالرفاهية، ويمنح الناس فرصة لرؤية الجمال في العالم