في تطوير التقليم يجب أن نشكل لجنة فيها خبراء، والخبراء لا يعملون دون معرفة الواقع، ولذلك يبحثون عن صاحب مزرعة وعن عامل يعمل فيها، وعن حراث يحرث أرضها، ويستمعون لهم حتى يبنوا خططا حقيقية، أما أن نكلف ما ليسوا بخبراء في الزراعة ولم يزوروا مزرعة إلا ضيوفا وقت نضج خراف الربيع اللذيذة، أو وقت نضج الثمار، فإننا في هذه الحالة سوف “نتفلسف” ونكتب آراءنا دون الاستناد إلى نظرية زراعية، ولا خبرات زراعية، فالخطة لا تبنى دون معرفة أو خبرة، ولا تبنى بمعزل عن المستهلكين المنتفعين!!
دار نقاش في موقع التربويين العرب حول التخطيط، فقالت خبيرة: إننا نريد خطة زراعية تستند إلى تحليل SWOT وهو معرفة نقاط القوة في الزراعة ونقاط الضعف والتهديدات، والفرص، وهذا يتطلب التواصل مع المزارعين والحراثين وأصحاب المزارع، وقالت سيدة أخرى تحتاج الخطط إلى سيناريوهات ومساءلات، فكل من خطّط يتحمل مسؤولية النجاح والفشل!!
المهم وضع الخبراء خطة تقليم الأشجار دون معرفة بالمواسم، وطريقة التقليم، حددوا المخاطر ونسبوها إلى حرب أوكرانيا ونقص مياه الفرات وهذا طبيعي جدا، أما الحلول، فقال الأول أنا أمتلك خطة للتقليم من سنوات، وقال الثاني: إن الأسمدة المستوردة قلصت الإنتاج، وقال الثالث: ليست الأسمدة المستوردة بل الأسمدة الموازية.
انتفض أحدهم وقال: نريد رؤيا وخطة مداها من سنين إلى عشر سنوات!!
وقال الرابع: ما هذا المدى؟ حدد وقتا ومدة وتوقيتا؟ استمر النقاش وقد نضع خطة للتقليم بشرط أن تطبق إذا بعنا المزرعة إلى مالك جديد!!
قال الراوي: كيف يتحمل المالك الجديد مسؤولية خطة تقليم الأشجار، وقد صارت المزرعة ملكا له؟
بقيَ السؤال واقفا، لكن الأشجار ذبلت، بانتظار سمكة تصعد إلى قمة شجرة ليس عليها أغصان لأن من قلمها أزال كل أغصانها!!
فيا أصحاب المزارع : اتركوا الفلاحين يزرعون ويحرثون ويقلمون!!