بحفل استثنائي إكسبو 2020 دبي ينهي رحلة دامت 6 أشهر

الأردن اليوم – بحفل استثنائي ضخم ومذهل أسدل إكسبو 2020 دبي الستار على رحلة دامت ستة أشهر.

جاء ذلك بحضور الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، والمفوض العام لإكسبو 2020 دبي، وريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، والمدير العام لإكسبو 2020 دبي.

وشهد، الخميس، الفعاليات الختامية للحدث الدولي الذي اجتمعت على أرضه الثقافات من مختلف أنحاء العالم، في أضخم حدث من نوعه يقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، حيث شكل الحفل ختاماً لرحلة لم يتمن أحد أن تنتهي.

 

وعكس الحفل الختامي الأثر الذي تركه إكسبو 2020 دبي، على حياة زواره، من خلال عرض خلاب تم تصميمه وفقاً لأعلى المستويات العالمية، وباستخدام أحدث الأدوات التكنولوجية الرائدة، وأجهزة عرض الليزر المبهرة.

وكل ذلك بصحبة مقطوعات موسيقية مؤثرة، وعروض الألعاب النارية التي اتحدت مع بقية عناصر المشهد المسرحي المذهل الذي تم تقديمه خلال العرض، لإضافة المزيد من الإثارة إلى المشهد الذي يحكي قصة أسطورية حول دولة عملت منذ نشأتها بجد منقطع النظير لتصبح في مصاف أهم الدول حول العالم.

 

وفي كلمته قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: “نحتفل اليوم بهذا اليوم التاريخي، الذي سيبقى محفوراً بكل فخر في ذاكرة التاريخ والعالم وفي سجل إنجازات دولتنا الفتيّة، إن النهايات ليست إلا بدايات جديدة، هكذا نرى مسارات لإنجازات عديدة قادمة، إذ نختتم اليوم مسيرة أول إكسبو دولي، تشهده دولتنا، بل ومنطقتنا بأسرها”.

وأضاف: “منذ البداية كان هدفنا تواصل العقول وصنع المستقبل، وبدأنا العمل عليه منذ اللحظة الأولى، لقد تعاهدنا بأن يبقى هذا الحدث خالداً في الذاكرة، لقد خضنا تجربة فريدة وغنية، وتشاركنا مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات، حتى وصلنا إلى لحظة جني الثمار، هنا في ختام إكسبو 2020 دبي، حيث نفتح معاً صفحة جديدة عنوانها التعاون والشراكة، ونقطة انطلاقها من أرض دولتنا الحبيبة”.

 

وتابع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: “وكان من أهم ضيوفنا أجيال المستقبل، خاصة مئات الآلاف من زارونا، الذين استضافهم برنامج إكسبو للمدارس، إنهم هم صناع التغيير الإيجابي، الذي نريده لعالم أكثر استدامة وأمناً وإنصافاً للجميع دون استثناء”.

من جانبه، قال جاي شول شوي، رئيس الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض: “بعد سنوات عديدة من التفكير والإعداد وستة أشهر من الفعاليات الممتعة، والمشاركات الهادفة، حان الوقت لإسدال الستار على هذا الفصل من رحلة إكسبو 2020 دبي، حيث جاء هذا الحدث بمثابة تجسيد لرؤية، فهو أول إكسبو دولي يشارك فيه أكثر من 190 دولة، كان لكل منها جناحاً مستقلاً، وهو ما يجعل منه إنجازاً جماعياً، ودليلاً دامغاً على ما يمكن أن يحققه التضامن والتآخي والتنسيق الدولي”.

 

وأضاف: “أصبح كل ذلك ممكنا بفضل تفاني دولة الإمارات في استضافة فعاليات الحدث الدولي الذي يهدف لإحداث التغيير ولم الشمل، ومن خلال الالتزام والمثابرة على إقامة وإنجاح إكسبو 2020 دبي، وخاصة في الوقت الذي هزت فيه جائحة كوفيد-19 العالم، مثّل إكسبو رمزاً للمرونة وتذكيراً بأهمية إنسانيتنا المشتركة”.

وتابع: “فقد كان بمثابة منارة تذكرنا بأهمية اجتماعنا معاً، والعمل بانسجام تام من أجل قهر التحديات، كما سلط الضوء على عالم من الإمكانيات التي تخدم أجيال المستقبل، وساعد أطفال اليوم على توفير الأدوات اللازمة لبناء غد أفضل”.

 

وباجتماع الضيوف والممثلين في حديقة الوصل للمرة الأخيرة، قدم عازف التشيلو الشهير “يو يو ما” أداءً ساحراً لمقطوعة “جابريل أوبو” ومن ثم معزوفة “جوينج هوم” الموسيقية ضمن أحد مشاهد الفصل الذي حمل عنوان “وعد الغروب”.

وأثناء أداء فرقة الفردوس لأغنية إكسبو 2020 دبي “هذا وقتنا”، انتقل الفصل الثاني من الحفل بعنوان “بحر الأمم”، بالجمهور إلى ما تحت أعماق مياه البحار، حيث تم الكشف في أثنائه عن مجموعة كبيرة من المؤدين، وهم يلوحون بأوراق زرقاء ضخمة تم فتحها بوقت متزامن عن أعلام الـ 192 دولة المشاركة في الحدث الدولي، ومن ثم التف المؤدون معاً على شكل دائرة تمثل العالم المجتمع.

 

ثم حمل فصل “حديقة الذكريات” الجمهور على أجنحة الذكرى، بوجود النجمة الواعدة “ميرا سينج” التي يتذكرها الجمهور من حفل افتتاح إكسبو 2020 دبي، لتعيد لأذهانهم أجمل الذكريات حول أبرز الأحداث، التي شهدتها ساحة الوصل وقبة الوصل، بما في ذلك عروض مختصرة من كل من عرض “العاديات-قصة الفتي وحصانه”، و”البيانو الطائر”، وعرض “رحلة الخمسين التي أشار لها وجود الصقر غياث”.

إلى جانب استخدام الخط العربي في إشارة لعرض “عوشة والقمر”، وغيرها من العروض التي خلبت لبّ زوار الحدث الدولي على مدار ستة أشهر.

ومع نزول الخاتم الذهبي الضخم من أعلى قبة الوصل، وهو كناية عن خاتم ساروق الحديد الشهير الذي يجسده شعار إكسبو 2020 دبي، ظهرت إليونورا كوستانتيني، عازفة البيانو الإيطالية الشابة، لتقدم للجمهور عرض البيانو الطائر الساحر، ومن ثم احتل الروبوت المحبوب “أوبتي- أمين جناح الفرص” صدارة المشهد في عرض تفاعلي جذاب بمشاركة العديد من الأطفال.

 

واختتمت نجمة البوب كريستينا أجيليرا العرض بأسلوب مذهل، وقدمت أغنيتها الشهيرة “إي ملين تيرز”، ليختتم الحفل بعدها بعرض مذهل آخر للألعاب النارية، كأجمل ختام لليلة ستبقى ذكراها خالدة في قلب وعقل كل من شهدها واستمتع بسحرها الآسر ومدى الابتكار والإبداع في كل فصل من فصولها.

ولم يكن مفاجئاً أن يكون “كبار ضيوف الحفل” هم مجموعة من أطفال المدارس الحكومية والخاصة من جميع أنحاء الدولة، تتراوح أعمارهم بين السابعة والتاسعة من العمر، الذين كانت فرحتهم النقية الخالصة التي ارتسمت على وجوههم طوال ساعة كاملة جميلة بجمالية مشاهد الحفل الختامي للحدث الدولي الأهم والأكبر في المنطقة.. لتهتف قلوب جميع الحاضرين معاً في وقت واحد.. “وداعاً إكسبو 2020 دبي”.