الأردن اليوم : أثارت حادثة احتراق حقائب المعتمرين الفلسطينيين من قطاع غزة داخل الأراضي المصرية، حالة من الغضب في أوساط الفلسطينيين، واتهامات بالإهمال، وسط مطالب بالتحقيق في الحادث.
وأبلغت السلطات المصرية الأربعاء أن حقائب مئات الفلسطينيين العائدين إلى القطاع بعد أدائهم مناسك العمرة احترقت في مدينة العريش المصرية، بسبب تماس كهربائي تسبب في حريق بشاحنة كانت تحمل الحقائب.
وعن تفاصيل ما حدث، أوضح رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة في قطاع غزة، عوض أبو مذكور، أن “حقائب المعتمرين تحركت من مطار القاهرة محملة في شاحنة نقل، وقطعت أكثر من 500 كيلومتر في طريقها نحو معبر رفح، وفجأة وقع حريق في الشاحنة”.
وأضاف : “نحن لم نستطع معرفة كيف وقع هذا الحريق، وبحسب الادعاءات (المصرية) فإنه وقع الحريق بسبب تماس كهربائي”، وقال: “تماس كهربائي أو غيره، هذه أغراض معتمرين، ويجب تعويضهم، وهذه السيارات لديها تأمين، ونحن نتابع مع الشركة الناقلة، لجلب حقوق المعتمرين، بحسب النظام المعمول به عالميا، وبحسب القانون الدولي أو القانون المصري”.
وأكد أبو مذكور، أنه “سيتم تعويض المعتمرين”، موضحا أن “تقدير التعويضات، سنحتكم بشأنه إلى القانون المدني في مصر”.
ونبه إلى أنه “سيتم اتباع الإجراءات القانونية من أجل تعويض كافة المعتمرين المتضررين”، مؤكدا أنه “لا يوجد أي طرف فلسطيني مشارك في التحقيق الجاري لمعرفة السبب الحقيقي خلف الحريق، ولكن يمكن إطلاع سفارة فلسطين لدى القاهرة على نتائج التحقيقات”.
وذكر أن “الجمعية تتابع مع السفارة الفلسطينية تطورات الحادثة”، منوها إلى أن “المعتمرين المتضررين، هم حمولة طائرة واحدة، وعددهم 286 معتمرا، وهؤلاء هم من نقلت حقائبهم إلى الشاحنة، وأما بالنسبة إلى الطائرة الثانية فقد تم تحميل حقائب المعتمرين معهم في الباصات، وهؤلاء لم يتضرروا”.
وأفاد رئيس الجمعية، بأن عدد المعتمرين العائدين إلى غزة 583 معتمرا في هذه الدفعة”، ناصحا جميع المعتمرين بعدم وضع الأشياء الثمينة داخل الحقائب الكبيرة، واصطحابها معهم في حقائب اليد الصغيرة المحمولة لديهم.
الوزارة تطالب بالتحقيق
وحول مصير حقائب المعتمرين، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: “في إطار جهود الوزارة المتواصلة لتسهيل عملية سفر المعتمرين ذهابا وإيابا، سعت الوزارة إلى إنهاء مشكلة تأخر وصولهم الثلاثاء إلى قطاع غزة بسبب عدم وصول شاحنة الأمتعة (العفش) مع الحافلات التي تقل المعتمرين في الموعد المحدد، ما أدى إلى مكوث المعتمرين ساعات لدى الجانب المصري”.
وذكرت في بيان توضيحي أن “الوزارة قامت بالتواصل مع دائرة التنسيق في معبر رفح، وتم التواصل مع الجانب المصري للاستفسار عن سبب تأخر وصول الحقائب في موعدها”.
وأضافت: “تم إبلاغنا رسميا من الجانب المصري، بأنه عند وصول شاحنة الحقائب إلى منطقة سبيكة بالعريش، فإنها تعرضت لاشتعال النيران فيها ما أدى إلى احتراقها بالكامل نتيجة تماس كهربائي وعدم قدرتهم على السيطرة علية”.
وطالبت وزارة الأوقاف السلطات المصرية بـ”التحقيق في الأمر للوقوف على حيثيات الحادث”، مؤكدة أنها تتابع الأمر “مع جميع الأطراف ذات الصلة وهي: شركتا “لاكي تورز” و”جو باص” المسؤولتان عن تأمين نقل المعتمرين وأمتعتهم في الأراضي المصرية، والخطوط الجوية الفلسطينية، وشركات الحج والعمرة.. للوقوف على الحيثيات، وتحميل كل طرف مسؤوليته في هذا الحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة”.
تفاعل واسع وتساؤلات
ولقيت حادثة احتراق حقائب المعتمرين تفاعلا واسعا على الشبكات الاجتماعية، في حين دشن ناشطون هاشتاغ “#وين الحقائب يا_مصر”، واتهم بعضهم السلطات المصرية بـ”تحصيل 520 دولارا مقابل تأمينه وشنطه”.
بدورها، قالت إحدى المعتمرات في تعليق على “تويتر” حول الحادثة، إن “حقائب المعتمرين سرقت في مطار القاهرة وليس في معبر رفح”، مضيفة أنه “عندما وصلنا إلى المعبر وسألنا عن حقائبنا أخبرونا بأنها ستأتي بعد نصف ساعة، وبعد ذلك قالوا إن التريللا التي تنقلها أصابها عطل، وأرسلوا لها ميكانيكيا ليصلحها، وهكذا حتى الفجر، ومن ثم قالوا روحوا وغدا الصباح تأخذوها من الجانب الفلسطيني”.