الأردن اليوم – بينما تستعد وكالة ناسا لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025، كما أن هناك مخططات لتأسيس قاعدة إما تدور حول القمر أو على سطحه، كان من المهم الآن، أكثر من أي وقت مضى، فهم طبيعة الأجسام التي تضرب القمر يوميا.
ويدرس مكتب بيئة النيزك التابع لناسا، بيئة الفضاء حول الأرض والقمر لفهم تدفق النيازك، وهي الصخور الفضائية التي تتراوح في الحجم من الغبار إلى الكويكبات الصغيرة التي يبلغ عرضها حوالي 3 أقدام، أو متر واحد، لذلك توجد لديهم إحصائيات عن حجم ما يتعرض له القمر يوميا من ضربات النيازك.
ويقول بيل كوك، رئيس المكتب في تصريحات لموقع “لايف ساينس”: “بالنسبة للنيازك التي يقل حجمها عن ملليمتر، لا يمكن تحديد العدد بدقة، لكن يقدر أن كتلة حوالي أكثر من 5 سيارات من الغبار تصطدم بالقمر يوميا، ولكن بالنسبة للصخور الكبيرة فالتقديرات أوضح، حيث يضرب القمر حوالي 100 نيزك بحجم كرة بينج بونج يوميا، وهذا يعادل ما يقرب من 33 ألف نيزك سنويا”.
ويضيف كوك، أنه “على الرغم من أن الصخور بحجم كرة بينج بونج تبدو صغيرة، إلا أنها تؤثر على السطح بقوة 7 أرطال (3.2 كجم) من الديناميت”.
وفيما يتعلق بضربات النيازك الكبيرة التي تفوق حجم كرة البنج بونج، يقول كوك، أن القمر يكون على موعد مع بعضها ولكن بمعدل أقل.
ويقدر كوك أن النيازك الأكبر، مثل تلك التي يبلغ قطرها 8 أقدام (2.5 متر)، تصطدم بالقمر كل 4 سنوات تقريبا، وتضرب هذه الأجسام القمر بقوة 1000 طن (900 طن متري) من مادة تي إن تي.
واستقبل القمر خلال عمره الطويل الذي يبلغ حوالي 4.5 مليار سنة، المليارات من الضربات، لذا فلا عجب أن سطحه مليء بجميع أنواع الحفر الناتجة عن هذه التأثيرات، كما يوضح كوك.
وعن كيفية رصد هذه الضربات التي يتعرض لها القمر، يشير كوك إلى طريقتين، الأولى من سطح الأرض، حيث يوجه العلماء التلسكوبات نحو القمر لمراقبة التأثيرات، ويمكن أن تضرب النيازك سطح القمر بسرعات تتراوح من 45000 إلى 160.000 ميل في الساعة (20 إلى 72 كيلومترًا في الثانية)، وينتج عن التأثير وميضا من الضوء يمكن ملاحظته من الأرض.
أما الطريقة الثانية، فهي المركبات الفضائية التي تدور حول القمر نفسه، مثل مستكشف القمر المداري لتابع لناسا، الذي تم إطلاقه في يونيو / حزيران 2009، لمراقبة الحفر التي خلفتها الاصطدامات.
ويقول كوك: “النيازك، حتى تلك الذي يبلغ وزنها 11 رطلاً (5 كيلوغرامات) يمكن أن تترك وراءها فوهة بركان يبلغ قطرها 30 قدمًا (9 أمتار)، ويمكن لمستكشف القمر المداري اكتشاف هذه الحفر بسهولة بعد تشكلها”.