الأردن اليوم : أظهرت نتائج مبكرة، اليوم الجمعة، أن حزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فقد الهيمنة على معاقله التقليدية في لندن، متكبدا خسائر في أماكن أخرى في الانتخابات المحلية، إذ عاقب الناخبون حكومته بسبب سلسلة من الفضائح.
وأُطيح بحزب جونسون في واندزوورث، وهي معقل للمحافظين منذ عام 1978، في إطار اتجاه في العاصمة البريطانية، حيث استخدم الناخبون الانتخابات للتعبير عن غضبهم من أزمة غلاء المعيشة والغرامات المفروضة على رئيس الوزراء لانتهاكه قواعد الإغلاق التي فرضت للتصدي لكوفيد-19.
وخسر المحافظون منطقة بارنت، التي فاز فيها الحزب في جميع الانتخابات باستثناء مرتين منذ عام 1964.
ويُعتقد أيضا أن حزب العمال فاز لأول مرة بمجلس وستمنستر، وهي منطقة تضم معظم المؤسسات الحكومية.
وقال دانيال توماس، رئيس مجلس بارنت من حزب المحافظين: ”هذه إشارة تحذير من الناخبين المحافظين“.
وستقدم النتيجة النهائية، المقرر إعلانها في وقت لاحق اليوم، أهم صورة للرأي العام منذ فوز جونسون بأكبر أغلبية لحزب المحافظين في أكثر من 30 عاما في الانتخابات العامة عام 2019.
والاقتراع المحلي أول اختبار انتخابي لجونسون منذ أن أصبح أول زعيم بريطاني في الذاكرة الحية يخالف القانون أثناء وجوده في منصبه.
وتم تغريمه الشهر الماضي بسبب حضوره حفل عيد ميلاد في مكتبه في عام 2020، بما يخالف قواعد التباعد الاجتماعي المعمول بها آنذاك للحد من انتشار كوفيد-19.
وأظهرت النتائج الأولية أن حزب المحافظين خسر 92 مقعدا في المجالس المحلية.
وحصل حزب العمال المعارض الرئيسي على 23 مقعدا وحزب الليبراليين الديمقراطيين على 42 مقعدا.
وستؤدي خسارة المجالس الرئيسية في لندن، حيث تم القضاء على المحافظين تقريبا، إلى زيادة الضغط على جونسون الذي يكافح من أجل بقائه السياسي منذ شهور ويواجه احتمال فرض الشرطة لمزيد من الغرامات عليه؛ بسبب حضوره تجمعات أخرى في مخالفة لقواعد الإغلاق.
وستقرر الانتخابات التي أجريت، أمس الخميس، مصير ما يقرب من 7000 مقعد في المجالس المحلية، بما في ذلك جميع المقاعد في لندن واسكتلندا وويلز، وثلث المقاعد في معظم بقية أنحاء إنجلترا.
وقلب جونسون السياسة البريطانية التقليدية بفوزه في الانتخابات العامة لعام 2019، وتعهد بعدها بتحسين مستويات المعيشة في المناطق الصناعية السابقة في وسط وشمال إنجلترا.
لكن خسارة واندزوورث وبارنت وربما وستمنستر دلالة على الطريقة التي فقد بها جونسون شعبيته في العاصمة بعدما فاز بولايتين كرئيس لبلدية لندن.
كما أفقده تأييده لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الدعم في لندن، حيث أيد غالبية الناخبين البقاء في التكتل في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.
خارج لندن
وخسر المحافظون السيطرة الكاملة على المجالس في ساوثهامبتون ووستر وويست أوكسفوردشير.
لكن أداء الحزب لم يكن بالسوء الذي توقعته بعض استطلاعات الرأي.
وتوقع أحدها في الفترة التي سبقت الانتخابات أن يخسر المحافظون حوالي 800 مقعد في المجالس المحلية.
وقال جون كيرتس أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، إن الاتجاهات المبكرة تشير إلى أن المحافظين في طريقهم لخسارة نحو 250 مقعدا.
وأضاف أن النتائج لا تشير إلى أن حزب العمال سيكون أكبر حزب في الانتخابات المقبلة.
ومع هذا، دعا بعض المحافظين من رؤساء المجالس المحلية جونسون إلى الاستقالة بعد الأداء السيئ، وألقوا باللوم عليه في ذلك بعد فرض غرامات عليه ولطريقة إدارته لأزمة غلاء المعيشة.