الأردن اليوم : تظاهر مئات التونسيين أمس لتأييد الرئيس قيس سعيّد ودعم خطواته نحو إعادة صياغة الدستور الذي يقول المعارضون إنه سيرسخ حكم الرجل الواحد. وقال أنصار سعيد، الذين كان تجمُّعهم في وسط تونس العاصمة أقل حشدًا من احتجاجات نظمتها المعارضة في الآونة الأخيرة، إن معارضي الرئيس فاسدون ودعوْا إلى محاسبة أحزاب المعارضة. ورفع أنصار الرئيس شعارات تقول «الشعب يريد محاسبة الفاسدين» و«لا للتدخل الأجنبي» و«الشعب يدعم سعيّد في تطهير البلاد». وقال أحمد الهمامي، أحد منظمي المظاهرة «رسالتنا واضحة: نطلب من سعيّد محاسبة الفاسدين.. المستقبل ليس للأحزاب التي لفظها الشعب في 25 يوليو (تموز)». وتولى سعيد السلطة التنفيذية العام الماضي قبل أن يعلن أنه سيحكم بمراسيم ويقيل البرلمان. ويشكل حاليًا لجنة لصياغة دستور جديد ينوي طرحه للاستفتاء في الصيف. وتسارع إحكام قبضته على السلطة في الأسابيع القليلة الماضية. وتولى السيطرة على الهيئتين القضائية والانتخابية اللتين كانتا مستقلتين في السابق وهدد بتقييد منظمات المجتمع المدني، ما منح الرجل البالغ من العمر 64 عامًا السيطرة الكاملة تقريبًا. وتهدد الأزمة المكاسب الديمقراطية التي حققتها البلاد منذ عام 2011، عندما أطاح التونسيون بالحكم الاستبدادي لزين العابدين بن علي واندلعت بعد ذلك موجة من الانتفاضات ضد الزعماء المستبدين في أنحاء العالم العربي. وقال سعيد إن تحركاته ضرورية لإنقاذ تونس من سنوات من الركود الاقتصادي والشلل السياسي، على أيدي نخبة فاسدة تخدم مصالحها الشخصية. وبدا أن غالبية كبيرة من التونسيين المحبطين جرّاء سنوات من الاضطرابات قد أيدوا تحركات سعيد الصيف الماضي لكن الأزمة الاقتصادية المتصاعدة تهدد بتقويض شعبيته. وقال سعيّد إن الحوار بشأن النظام السياسي سيقتصر على من أيدوا مسار 25 يوليو تموز والمنظمات الكبرى، رافضًا دعوات من الأحزاب الرئيسية والاتحاد العام التونسي للشغل ذي التأثير القوي والمانحين الأجانب لإجراء محادثات أوسع.
وكلات