الأردن اليوم – في عهد حكومات نتنياهو وماقبله لم تكن شهية كيان الاحتلال واسعه في العمل على فك الارتباط بين العلاقات الثنائية بين الاردن واسرائيل والقضية الفلسطينية، ولم يترك الاردن اي فرصة لحكومات الاحتلال في اطلاق الخيال السياسي لصورة علاقات بين الطرفين لاتتأثر بما يجري في الملف الفلسطيني، بل كان الاردن اكثر حزما في توطيد العلاقة بين العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية ،وزاد من هذا الارتباط المفهوم الاردني للوصاية الهاشمية على المقدسات التي تريدها اسرائيل وصاية خدمات وليست وصاية سياسية تحافظ على هويتها وتدافع عن كل تفاصيل المقدسات في مواجهة المشروع الصهيوني لتهويد القدس وفرض مزاعم دينية عن وجود الهيكل داخل الأقصى ومحاولة تقسيم الأقصى بين اليهود والمسلمين وفق معتقدات يهودية باطلة.
لم تستطع الحكومة الصهيونية الحالية ان تحافظ على اجواء سياسية هادئة مع الاردن لانها بحكم تركيبتها متطرفة كما انها تعاني من رعب من خصومها وعلى رأسهم نتنياهو الذي يعمل على اسقاط الحكومة ليعود الى الحكم ،وتحت هذا العوامل تسارعت حركة حكومة الاحتلال نحو تصعيد الاجواء في القدس والضفة.
اليوم اصبحت الوصاية الهاشمية عبئا حقيقيا على الاسرائيليين، ولهذا رأينا رئيس وزراء الاحتلال امس يتحدث بلغة وكلمات مستفزة للاردن، وان السيادة هي لاسرائيل، وهذا تعبير عن قناعة لدى اسرائيل بان الوصاية الهاشمية عائق امام المشروع الصهيوني في القدس ،لكن هذه الوصاية التي منحها اهل القدس للشريف الحسين قبل قيام كيان الاحتلال هي ايضا جزء من معاهدة السلام ،والانقلاب عليها يضع المعاهدة في مهب الريح وخاصة ان العلاقات مع اسرائيل تعاني من رفض شعبي واسع.
الواقع يقول ان اسرائيل تحتل القدس وان قواتها هناك ،وانها تقيم علاقات قوية في دول عربية واسلامية عديدة لكن العلاقة مع الاردن لها عقدة كبرى وهي القدس والملف الفلسطيني ،ولن يأتي يوم يتحقق لاسرائيل فك الارتباط بين العلاقات الاردنية الإسرائيلية وملف القدس والمقدسات.