الاردن اليوم – كتب فايز الماضي
منذ ما يقارب السنتين من عمر هذه الحكومة، وبعيد مراسيم تكليف دولة الاخ بشر الخصاونة بتشكيلها، وفي الوقت الذي امطره الحاسدون والحاقدون والمتربصون ورواد مجالس النميمة البغيضة بسهام حقدهم، حدثتكم عن بشر لا منجما ولا مريدا، بل حكما منصفا وشاهدا صادقا ، عالما بسيكولوحية هذا الرجل الذي هو يشبهنا تماما وهو من طينتنا وفيه من لوننا وسمرتنا.
ولعلكم تذكرون قولي لكم أن بشر الذي اعرفه قد يبكي لبكاء طفل أو لحال رجل مسن أو صاحب حاجة، لكنه قد يثور كالبركان اذا ما خدشت كرامة أو استهدف وطن، ولعله قدر بشر أنه ومنذ بواكير تسلمه لأمانة المسؤولية وقيادته لهذه الحكومة العتيدة والوطن يمر في مرحلة دقيقة وعصيبة ويرزح تحت نير ضائقة اقتصادية حرجة وارتدادات ما يجري في هذا الاقليم والعالم ويدفع ثمن صموده وثباته على مواقفه المبدأية من قضايا أمته العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وحين تعرض الوطن لعارض الفتنة المشؤومة، واستهدفت أبواق المتآمرين هذا الوطن الاردني العزيز قيادة وشعبا ومقدرات وامتدت أيدي الجبناء تستحذ القريب والبعيد لتنقلب على الوطن واهله، توارى أشباه الرجال، ودس البعض رؤوسهم في الرمال، وتزاحم اللقطاء حول حقائب السفر، لكن بشر وأمثاله من أبناء هذا الوطن الشرفاء وقفوا كالطود المنيع في وجه العاتيات، لم يحنثوا بقسم ولم ينقلبوا على وطن.
ودولة الرئيس وحين اجتمع امس وفريقه الحكومي مع نواب الأمة ومشرعيها ليضعهم بصورة واقع الحال وقرارات الضرورة التي قد تتخذها الحكومة مضطرة لامختارة ولا راغبة، لم تمنعه دبلوماسيته الراقية والمعهودة من أن ينتصر لوزيره وهيبة حكومته، ولم يستح أو يتردد للحظة بأن ينعت الخائن بالخائن والثابت لديه هو الوطن وقائده وأهله.