الاردن اليوم :حل الكويت ضيف شرف على فعاليات “معرض عمان للكتاب”، مقدمة برنامجاً ثقافياً ثرياً يغطي مختلف مفردات الثقافة الكويتية، على امتداد فعاليات المعرض الذي يستمر حتى العاشر من الشهر الحالي في المركز العالمي للمعارض – مكة مول.
وفي الندوة التي أدارها الكاتب أحمد الطراونة مقدماً إطلالة على أهمية النوع الفني الذي تميزت به الدراما الكويتية لعقود، أكد الفنان محمد المنصور أن دولة الكويت منذ استقلاها، كانت تتحرك بنهج ابداعي احترافي عال المستوى على صعيد الإذاعة والتلفزيون، عبر استقطاب العشرات من المبدعين من أنحاء العالم العربي للمساهمة مع أبناء الكويت في بناء نهضتهم، عبر نتاجات تستمد معطياتها من خلال منهجية القوة الناعمة، وسط عالم متشاحن تحكمه القوى الكبرى في العالم والمنطقة.
وقال المنصور: “حظيت الدراما الكويتية بكل الاهتمام والدعم والرعاية الحكومية، محققة قفزات نوعية كبرى، نظراً للرهان الذي شكلته الدراما لدي القيادات السياسية على وجه الخصوص، والتي رأت في الدراما التلفزيونية ونجومها ونصوصها المعين الحقيقي في تشكيل شخصية الإنسان الكويتي الجديد ذو البعد العربي القومي الواضح والصريح، وهو أمر راحت تشتغل علية كافة القطاعات في مرحلة التأسيس والتنوير وما بعد الاستقلال”.
وأشّر المنصور إلى علاقة الدراما الكويتية مع الرقابة الحكومية على الانتاجات، وبين: “ظلت الدراما التلفزيونية وعلاقتها مع الرقابة، محكومة بالمناخ العام في دولة الكويت حيث المناخ الديمقراطي الذي يحكمه الدستور ومجلس الأمة، ورغم بعض المناوشة التي تحدث بين الحين والأخر بين الرقابة والقائمين على الدراما، إلا أن المناخ الديمقراطي والسقف العام المرتفع للحرية، أنعكس إيجابيا على صناعة الإنتاج الدرامي التلفزيوني، حيث ساهم سقف الحريات المرتفع ، بدفع مسيرة هذه الصناعة التي باتت اليوم احدى العناوين الأساسية لتميز دولة الكويت”. بدوره، عرج الناقد الفني الدكتور فيصل محسن القحطاني، والذي يعمل أستاذاً في قسم التلفزيون بالمعهد العالي للفنون المسرحية، إلى نشأة وتطور الدراما التلفزيونية في دولة الكويت باعتبارها ركيزة أساسية في التطور الدرامي الخليجي.
وقال القحطاني أن المتابع والمطلع على الدراما التلفزيونية الكويتية، يمكن له أن يتبين مراحل التطور والنكوص في المنتج الدرامي الكويتي. وأضاف: “يمكن تقسيم المراحل الإنتاجية للدراما التلفزيونية الكويتية إلى ثلاث مراحل هي: “مرحلة البواكير، ومرحلة العصر الذهبي، ومرحلة البث الفضائي”.
وأوضخ “مرحلة البواكير، وهي تلك التي كان فيها المنتج الدرامي التلفزيوني ينتقل من المسرح إلى الخصوصية التلفزيونية، أما مرحلة العصر الذهبي، وتطلق على الفترة من منتصف السبعينيات وحتى آخر الثمانينيات، لما فيها من تطور كبير في حرفية الكتابة الدرامية التلفزيونية، وذلك يعود بسبب وجود كتاب محترفين عرب من مصر والأردن والعراق. فيما كانت مرحلة البث الفضائي، المرحلة التي لم يستطع فيها المنتج الدرامي الكويتي من المحافظة على الصدارة التي طالما تمتع بها لثلاثة عقود من الزمان، لسببين رئيسيين، الأول: غياب أغلب الكتاب المحترفين في كتابة السيناريو التلفزيوني، والثاني: دخول المنتج الدرامي العربي في المنافسة، وهذا ما أثر بشكل كبير على تنامي الدراما التلفزيونية الكويتية”