الأردن اليوم : “الاتفاق النووي مع إيران وتداعياته على المنطقة ” عنوان الندوة التي نظمها معهد الشرق الأوسط للإعلام والدراسات والتي شارك بها عدد من السياسيين وادارها عميد كلية الأمير حسين للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور فيصل الرفوع.
السفير الأردني الأسبق في إيران الدكتور بسام العموش، أكد معارضته للسياحة الدينية الإيرانية، مؤكداً بأنها ليست من المصلحة الأردنية، لافتاً إلى إن سياسة إيران التوسعية في الدول العربية، تخل بالأمن الداخلي.
وقال إن قرار السماح للسياحة الدينية الإيرانية ليس من المصلحة أردنية.
واضاف:”في سوريا استوطنوا وأنشأوا مؤسسات وأحياء، وكانت تذكرة السفر من طهران إلى دمشق بخمسين دولارا، ومن بقي في سوريا فله راتب شهري ، ولم تسلم منهم البحرين والسودان والجزائر وتونس والمغرب والسعودية”.
ولفت إلى أن الأصوات الداعية للسياحة الدينية الإيرانية في الأردن أصوات قديمة، لكن وعي الأمن الأردني كان دائماً الصخرة التي تتحطم عليها أحلام إيران بإيجاد موطئ قدم لها.
وقال الدكتور العموش:” عرض الإيرانيون عليّ وأنا سفير في طهران جرَّ مياه الديسي فقلت: قدموا عبر شركاتكم والتنافس هو سيد الموقف، فقالوا لكننا نريد العمال من عندنا لأننا لدينا في إيران بطالة ففهمتُ من ذلك أنهم يريدون الاستيطان تحت مسمى عمال”.
واضاف:” الإيرانيون لا يريدون السياحة بل يريدون السباحة في أمن الأردن واستقراره فليحذر أصحاب القرار”.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الإيراني الدكتور نبيل علي العتوم :” في وقت ردت فيه طهران اخيرا على “المقترحات الامريكية ‘بخصوص مسوّدة إحياء الاتفاق النووي ، حيث تناول د.نبيل العتوم المتخصص بالشان الإيراني الى ما عرضت له طهران بخصوص تقديم واشنطن “تنازلات” لـ”طهران” في وقت سابق ، تتضمن قضايا عديدة ، كانت ايران قد اصرت عليها لاستئناف الاتفاق النووي الذي تم ابرامه في يونيو من العام ٢٠١٥ .
في الوقت الذي تضاربت فيه هذه التسريبات مع ما تحدث به المندوب الروسي في فيينا .
وحول الموقف الإيراني، اضاف الدكتور العتوم إن طهران مازالت تصرّ على مسألة رفع العقوبات الاقتصادية، كشرط أساسي فيما يخص الاتفاق النووي ، وضمن لائحة شروط العودة للاتفاق النووي – كما ورد من تسريبات، ستضم مبدئياً رفع العقوبات عن البنك المركزي الايراني، و17 مصرفاً إيرانياً ، فضلاً عن تحرير فوري لسبعة مليارات دولار محتجزة في كوريا الجنوبية، وضمت المطالب الإيرانية، رفع العقوبات عن مؤسسة خاتم الانبياء، الذراع الاقتصادي للحرس الثوري الايراني وفيلق القدس، وتخفيف العقوبات عن نحو ما لايقل عن 150 مؤسسة إيرانية من بينها “لجنة تنفيذ أمر الإمام” (ستاد) وهي تكتل شركات مرتبط بالدولة، ومن ضمن البنود أيضاً، “السماح ببيع 120 مليون برميل نفط خلال 120 يوماً”، فضلاً عن إلغاء الأوامر التنفيذية الثلاث التي أقرها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في اليوم الأول لتنفيذ الاتفاق وفي مقدمتها القرار رقم 13876 ضد المرشد خامنئي ومستشاريه، كما شملت المطالب أيضاً حصول الشركات الأجنبية على إعفاءات من العقوبات في حال عادت الولايات المتحدة وانسحبت من الاتفاق ، إضافة لمسألة تبادل السجناء بين واشنطن وطهران، وخصوصا ان طهران قد استغلت موضوع الرهائن مزدوجي الجنسية لابتزاز اميركا ودول الاتحاد الاوروبي .
وفيما يتعلّق بالموقف الأميركي، اشار العتوم إلى أن رصد طهران لتصريحات مجلس الأمن القومي الأميركي، والتي أكد فيها على أن اتصالات واشنطن مع الفريق الأوروبي بشأن الاتفاق النووي الإيراني “سرية” ، وبأن التقارير التي تُشير إلى مزيد من التنازلات من قبلنا للعودة بشأن الاتفاق النووي “خاطئة” ،بينما التصريحات الايرانية تعكس خلاف ذلك تماما ، ومحاولتها التركيز على التقارير بشأن تنازلات جديدة لإيران لقبول الاتفاق النووي بغرض تهيئة الراي العام الداخلي لهذا الاتفاق المزمع ابرامه ، خاصة المتعلقة بتقديم ضمانات بعدم انسحاب أي إدارة مقبلة من الاتفاق النووي في حال إتمامه.
وتناول العتوم دور أطراف عدّة في مسألة التخوف من إعادة إحياء الاتفاق النووي ؛ فرئيس الوزراء الاسرائيلي نقل رسالة للبيت الأبيض تفيد بأن مسودة الاتفاق النووي التي نقلها الاتحاد الأوروبي لإيران الأسبوع الماضي، “لا تتوافق مع الخطوط الحمراء” التي التزمت بها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وكرر لبيد خلال لقاء مع المستشار الألماني معارضة بلاده العودة إلى الاتفاق النووي، مشدداً على ضرورة “نقل رسالة حادة وواضحة من قبل أوروبا مفادها عدم تقديم المزيد من التنازلات للإيرانيين”، وسط مخاوف من تطوير إيران لبرنامجها النووي، والسماح لطهران بتسريع العمل في مجال الأسلحة النووية إذا انسحبت إدارة مستقبلية من الصفقة.
وتوقع الدكتور العتوم أن مسالة التوقيع على الاتفاق النووي باتت قريبة ، لكن يبقى الخطير أن دول المنطقة العربية هي الخاسر الأكبر من هذا الاتفاق بعد نجاح طهران في تحييد بحث البرنامج الصاروخي والفضائي وبرامج الطائرات المسيرة ، ودور إيران المزعزع للأمن والاستقرار وتداعيات ذلك على الاردن عبر دعم ايران لبناء قاعدة مالك الاشتر في جنوب سوريا، اضافة لسعيها لتهديد أمن الاردن عبر استمرار تهريب المخدرات والسلاح والذخائر بمختلف انواعها ، واستهداف الامن الخليجي عبر البوابة الاردنية ، مشيرا الى اهمية دعم الاردن عربيا ودوليا لمواجهة هذا الخطر .
وحاول العتوم الربط بين امتلاك ايران للسلاح النووي ، ومن هو العدو الحقيقي لإيران عبر خطورة ترسيخ العداء للعالم العربي سياسيا ومذهبيا وفكريا، واستغلال مداخل الازمات الاقليمية لتصفية الحسابات مع دول المنطقة العربية، خاصة ان ايران تسعى لقدرات نووية عسكرية مدفوعة بدوافع مذهبية واستراتيجية، وتاطير ذلك، عبر محاولة بسط مجالها الحيوي مستغلة التعبئة ضد العدو الفعلي ممثلا بالعرب، اللذين تكن لهم ايران الكراهية والتحريض وتغذيها تربويا وسياسيا ومذهبيا .
واضاف العتوم أنه لا بد من الوقوف عن كثب لمعروفة ما يقوله الإيرانيون عن العرب، وكيف يرسمون ملامح هذه الصورة في مختلف المجالات ، وقال إن العداء الذي تحويه هذه الكتب الدراسية يؤثر على عمليات التنشئة لدى الإيرانيين، ما يؤثر على السلوك الإيراني، وعلى القيم والأفكار وصولا إلى الفعل السياسي في القضايا المختلفة.
وأكد أن التدرج في بناء كراهية العرب لن يؤسس لمستقبل علاقات إيرانية عربية، فتبقى العلاقات قائمة على العداء والمواجهات فقط، من خلال ما يتم غرسه في المناهج.
واسعرض العتوم تركيز المناهج المدرسية الإيرانية العسكرية ودورها في التنشئة العسكرية ضمن أساليبهم التربوية مع أبنائهم والمصاحبة بتقوية العقيدة، القائمة على أصول المذهب الشيعي برؤيته الفارسية، ليأتي دور التعليم العسكري ليكون مكملاً للدور التربوي الأسري، وهذا الإحياء يتم ربطه وإسقاطه على الواقع الراهن بكافة الوسائل التربوية؛ فالكتبُ المدرسية تغرسُ في نفوس الأبناء هذه المضامين بما يخدم العملية التربوية؛ خصوصاً أن لكل زمان ظالماً كـــ(يزيد) يجب حربه، وتقسيم الاسلام الى حقيقي وغير حقيقي وصياغة ذلك بصور تربوية تناسب المراحل المدرسية والجامعية، حيث عرض الباحث العتوم لتجربته اثناء دراسة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة طهران ، وربط دور مناهج التعليم الايراني بفكرة ترسيخ العداء للعرب وحدهم على حساب إسرائيل التي يدعي انه يواجهها ويحاربها .
وختم العتوم بالتحذير بعدم انخداعنا بشعارات الممانعة التي تحاول ايران الترويج لها، مستغلة القضية الفلسطينية والتي تعتبرها وسيلة للتسلل إلى عقول ووجدان الشعوب العربية، بعد أن استغلت هذه الشعارات لبناء اربعة جيوش موازية، ستشكل مستقبلا احد المصدات للدفاع عن المجال الحيوي الإيراني.
المصدر : مينا