الأردن اليوم – لم تكن حادثة 11 سبتمبر عام 2001، مرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية أو بالشعوب الغربية وحدها، بل تسببت الحادثة بتغيير مفاهيم كثيرة عن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا سيما الدول العربية والإسلامية.
يقول أحد المحللين السياسيين، أن الهجوم الإرهابي على برج التجارة العالمي بعد اختطاف طائرات تجارية من قبل 19 شخصا في ذلك اليوم، تسبب باختراق المنظومة العربية من قبل دول غربية، عن طريق إقامة علاقات والتعمق فيها مع روابط ومنظمات، مبنية على مصالح متعددة.
وبينت تحليلات ودراسات سياسية صدرت حول تأثير الهجوم على قدرات بعض الدول العربية واعتمادها على ذاتها، أن دولا عربية كالعراق ولبنان تفاقمت فيها الضغوط الداخلية والخارجية على حكوماتها، مما نقل دائرة النفوذ في العلاقة المباشرة بينها وبين إيران وتركيا إلى علاقة مرتبطة بين تلك الدول والأحزاب والتظيمات مباشرة، كعلاقة إيران وحزب الله اللبناني، والمليشيات اللبنانية.
إلى ذلك زادت عوامل 11 سبتمبر تعقيدا على الدول العربية، كاحتلال العراق عام 2003 والربيع العربي الذي بدأ في 2011 مدعوما بتحركات حزبية بنيت بدعم من بعض الميليشيات الإيرانية، إضافة إلى الحركات والتنظيمات المتشددة.
ودفعت الحادثة بحسب المحللين والسياسيين، واشنطن إلى الدخول في شؤون المنطقة العربية والعمل على إحداث تغييرات جذرية، مما أدى إلى محاولات إحداث تغييرات لأوضاع وسياسات وخصائص مجتمعات عربية لها خصوصياتها وتركيبتها الخاصة بها.
ويقول كذلك أحد رجال السياسة العربية، أن أحداث 11 سبتمبر خلقت نوع من القلق الغربي نحو الدول العربية والإسلامية، عندما بدأت تربط بين الإرهاب والدين الإسلامي، مما سمح لدول إيران وأشباهها والاحتلال الإسرائيلي، بممارسة أدوار مباشرة وغير مباشرة، بحجة الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
الدول العربية بدورها حاولت الحفاظ على نفوذها وإبعاد الشبهات عن الشعوب العربية والإسلامية المعتدلة وغير المتشددة، من خلال مساهمتها في الحملة الدولية الضخمة في مكافحة الإرهاب.