جعفر

كتبت قمر النابلسي

باتت سمجة وممجوجة تلك النكات التي تتنمر على المرأة الأردنية , للأسف في كل مناسبة وبدون مناسبة للتقليل من شأنها وتصويرها وكأنها بدون مساحيق تجميل تبدو (( ذكراً )) وبالتحديد تم اختيار اسم جعفر ,وكذلك الهمز و اللّمز على مسألة اللون الأسمر من خلال التلميح إلى لون ركبها الأسود !! حتى وإن كان ذلك على سبيل المزاح , فمن صُور تبين المرأة مثل الانسان الأول بشارب ولحى وحواجب كثة و السبب اغلاق صالونات التجميل ,لنكتة أخرى عن شخص يكلّم جاره (أبو محمد) ليكتشف أنها جارته أم محمد لكنها بدون مكياج ! إلى شخص يمشي مع خطيبته وعندما تمطر الدنيا يلتفت فلا يعرفها بعد أن أزال المطر مكياجها فيظنها صديقه جعفر, ما هذا الكم من التهكم على النساء ,وعلى المرأة الأردنية بشكل خاص , رغم أنه لم يُعرف قط عن المرأة الأردنية مبالغتها باستخدام مساحيق التجميل أما التلميح الى لون البشرة فهل هذا اعتراض على خلق الله !! ويتم ذلك غالباً للوصول إلى فكرة أنها تطلب الكثير وتضع الشروط وهي وحسب رأيهم لا تستحق , فهي ليست بيضاء وشقراء بعيون ملونة, والغريب هل أنت براد بيت مثلاً !! وإذا كانت هي جعفر فمن تكون أنت ؟؟
المرأة التي تتحدث عنها هي في الواقع أمك واختك وابنتك وخالتك وجدتك , احذر فالكلمة القاسية الجارحة يبقى أثرها للأبد.

مقارنة المرأة الأردنية بالأجنبية ليس بصالحك أيها المُتهكم ,فهي تستطيع بالمقابل أن تقارنك بالرجل الأجنبي كذلك من حيث الشكل واللون والقوام لكن حياءها يمنعها ,ولعل الجميع يتذكر عندما بدأت القنوات الفضائية ببث المسلسلات التركية وظهرت شخصية مهند الوسيم اللطيف الذي يعرف كيف يتعامل مع النساء برومانسية كم زادت حالات الطلاق , فأنت لم تستوعب المقارنة , رغم أنها كانت بدون كلام أو تلميح .

الجمال الأردني نساءً كن أم رجالاً لافت ومميز وما يميزهم أكثر أنهم النشامى والنشميات القابضون على جمر الوطن , المميزون بقدرتهم على تحمل الصعاب والقدرة على التدبير, فيا رعاك الله أمسك عليك لسانك.