لقد افلح ملكاً يقيل كبار مسؤوليه من أجل الراحة، وافلحت دولة تنتهج التغيير والتجديد ، فتريح من عمروا وقدموا جهدهم وجل ما عندهم، أو قُلْ استنفدوا ما لديهم من ابداع وعطاء، وفرغت سلاتهم من عنب الأفكار والالهام ، وربما بدا بعضهم يمتح من بئرٍ ضحلة ، واصبح كل ماءه عكر وعطاءه نَزِرْ. وهم كثر .
وما يزال بعضهم متشبِثاً بالكرسي يقاتل دونه ، ويذود عنه وقد بلغ من العمر عتيا. وحيث لا جديد لديه يقدمه، فقد هرمت حتى افكاره، وخبت ناره وزادت اهذاره، واوزاره، ولا يبرح المنصب حتى يقيله الموت ، ومع ذلك لا يفوت عائلته الفوت، فيحل محله ابنه، ويراكم هذا لِبنَه ، ويطول توارث الوظيفة الموروثة، وذات الافكار ، وتقاليد الدار ، فلا تغيير ولا تجديد، الا في الاثاث ، وتقليب الاشخاص، …
فالأردن يضج ويزدحم بالكفاءات ومنها النادرة، والمميزة ويصدر منها للخارج ، فيكون الاولى ان ينتفع الوطن من هؤلاء الخُبرا الكرام البررة، وهم يجلسون في بيوتهم لا يحركهم تعديل ولا يقربهم تغيير .
هل آن ان نبدأ عهداً جديدا بثورة ادارية وقيادية حديثة واعدة وتغيير شامل يطال الاخضر واليابس، يقودها جلالة الملك فيسلم الرايات لابطال وقيادات التجديد والتغيير يتسنمون ظهور ىؤسسات ومرافق الدولة الحساسة والمهمة .
هل يترك غارب القيادة لخيالة وفرسان المرحلة الجدد ليوجهوا دفة السفينة نحو بوصلة النجاة ، مما يتخبط به بعض الخيالة المترهلين والمهلهلين ممن يزعجون الخيل، ويرعبهم اجتياز السيل ، وينهارون امام العقبات الصغيرة، ويتململون ويضيقون اذا هبت رياح التغيير والتجديد، يخشون ان تقتلع خيام منافعهم وتطير معها انعامهم ومراكيهم ودلالهم وقهوتهم وعبيدهم وكلابهم ومشيختهم الزائفة.
فهل يريح هؤلاء جلالة الملك !؟ الذين اوشكوا على الوقوع عن ظهور الخيل لفقدانهم التوازن وتراخي انسجتهم وارتخاء اربطتهم والزمتهم !؟ ليركنوا الى فراشهم ويلتفتوا لمًا تبقى من عمرهم فيجبرون ما انكسر او تصدع من ايمانهم ليس لقلة فيه، ولكن انشغالهم في الحكومات وتتبع المناصب واخلاصهم في الكسب والتكسب شغلهم عن تمام وصلاح الايمان.
فيتفرغون لدينهم ويراجعون حساباتهم الاخروية وينظرون في اموالهم وعقاراتهم فيعيدون ما ليس لهم ويزكون ما هو لهم ويستغفرون الله عما بدر منهم من جور وظلم وتجبر وقهر لعباد الله …. والله غفور رحيم.. والاردنيون قلبهم طيب واخلاقهم نبيلة هم ايضاً يسامحون ويغفرون ….ولكن اعتقوهم من تسلط وتجبر بعض المتنفذين من غير عطاء ولا تطور او ارتقاء بالمؤسسات..
نعم آن يا جلالة الملك ان تريح هؤلاء وغيرهم ممن اتيحت له الفرص ، وقدم واجبه واجتهد ، فإن في التجديد والتغيير مصلحة للبلد واهله، ونمو وتنمية وانفتاح، وفرص وتنفس
وانفراج اقتصادي واجتماعي واداري من نفق الروتين وتراكم الاخطاء والترهل والبيروقراطية …
آن ان تأتي وجوه جديدة وافكار رشيدة ، وآراء سديدة ، تشق بنورها ظلام ووحشة الفقر وتنهض بالاقتصاد وتنشر الحياة في اصقاع الاردن الخاملة مزارعها وبواديها، وتبعث التراث المجيد الذي غطته رمال وعواصف وهبوب رياح اجنبية تهب علينا مزينة ببهارج التكنولوجيا ، تغلف الداء والجوع والكسل والتراخي والاتكالية، بطعم الراحة والسرعة وتعطل ايدي الفلاحين والمزارعين وتميت هممهم وتثبط معنوياتهم.
نعم آن يا جلالة الملك فحي على الفلاح ولتبدأ ثورة التغيير والتجديد على بركة الله وتوفيقه وانت قائدها ورائدها فامضي ونحن من ورائك ….