الأردن دولة صغيرة الحجم جغرافيا وفقيرة الموارد كما تدعي الحكومات، ولكنها دائما كبيرة في مواقفها على كافة الصعد سواء كانت السياسية أم الإنسانية.
ومما لا شك فيه أننا كأردنيين عانيناً سياسياً واقتصادياً بصورة كبيرة بسبب صلابة مواقفنا التاريخية منذ عشرات السنين، ولكن هذا الأمر لم يثنِ الدولة الأردنية عن البقاء دائما في مصاف الدولة المعطاءة قدر استطاعتها، من خلال قوافل الخير الأردنية الحاضرة في شتى أصقاع الأرض وفي كل القارات، لمساعدة كافة الدول الشقيقة أو الصديقة.
لذا تجد الأردن وعلمه يرفرف في منطقة شبعت دماء، بسبب حروب أو نزاعات دولية أو أهلية من خلال تواجدها في قوات حفظ السلام؛ إذْ يحضر الأردن في أوروبا وآسيا وإفريقيا وحتى أميركا الوسطى.
أما في المجال الإنساني، فالأردن لم يبخل على أشقائه العرب دائما، فغزة والمستشفيات الأردنية الميدانية تشهد، والقوافل الطبية والغذائية في الصومال وبنغلادش المتواجدة دائماً، وحتى في دول إفريقيا ومجاعاتها ومع الأشقاء في السودان ومساعدتهم بعد الفيضانات التي أصابت 12 ولاية في الجمهورية وأدت إلى أضرار كبيرة، وكان آخر هذه القوافل تلك المرسلة إلى الباكستان بسبب الفيضانات التي أدت إلى وفيات وتهجير سكان وغرق ولايات، ولا ننسى حتى مشاركة قوات الدفاع المدني والطائرات الأردنية في إطفاء الحرائق في غابات لبنان.
مما لا شك فيه أننا نعاني ما نعانيه اقتصاديا؛ فالبطالة مرتفعة والدين العام كبير والاستثمار منسي وفي خبر كان، ولكن هذا الوطن الذي عمره آلاف السنين، وهذه الدولة التي تجاوزت المئوية الأولى وتعبر للثانية، تبقى حاضرة في كافة المحافل وتقدم صورة الأردني النشمي والأردنية النشمية اللذين مهما عصفت بهم الظروف؛ فإنهم لا يتوانون عن تقديم المساعدة ولو كانت على حساب قوت أولادهم.
هذا الوطن الذي قدم وما يزال يقدم، جبلت طينة أبنائه وبناته بالعز والكرامة؛ فالأردن دائماً يقدم أنبل الصور الإنسانية رغم أن الكثير منها ينسى ولا يذكر، إلا أننا نقدم وسنبقى نقدم ما يوجبه الضمير والأخلاق والإنسانية الإسلامية العربية الهاشمية.