مع كل حدث أليم يصيب وطننا، يخطر على بالي ذات السؤال، هل يُعقل أن يكون راتب من يواصل الليل والنهار ويتحمل الجزء الاصعب من كل مصاب أليم جزءً صغيرا من راتب أي وزير أو نائب أو مسؤول سياسي في هذا البلد؟!.
أين المنطق في أن يتقاضى من يزور الأماكن المنكوبة لبضعة دقائق محمولا بأفخم السيارات راتبا يعادل عشرة أضعاف من يحمل على كاهليه جل تفاصيل الحادث وينقذ بسواعده أرواح بريئة؟.
سبق أن طرحت الفكرة وسأعيدها مجددا لأنّنا كما تقول الحكومة بلسانها “نمرّ بظرف اقتصاديّ صعب”، فلماذا لا نكون روّادا باستحداث فكرة جديدة للتعامل مع الشريحة السياسية وتنقيتها من أيّة شوائب، وذلك بأن نضع شعارا مفادهُ، العمل السياسي ليس مصلحة أو مناقصة
وبالتالي من يفوز بالنيابة أو يعيّن وزيرا أو أي منصب آخر ، لا تعطى له تلك الرواتب الفلكية، بل أن يقتصر ذلك على دفع المصروفات الاساسية أو حتى تأمينها كالسفر الضروري والنقل والعلاج مثلا، فكيف لشخص يزور مقعدا لبضع سنوات أن يتقاضى راتبا فلكيا العمر كلّه؟ ، في حين لا يتقاضى العسكري أساس البلد و وتد خيمته أو الدفاع المدني أو حرس الحدود راتبا يليق بهم وبوظائفهم!.
أعلم جيدا بأنّ النسبة والتناسب حاضرة، و تقول إنّ العاملين في تلك الوظائف الحساسة يفوقون من يعملون في السياسة بعشرات المرات، لكن يكفي أن ننظر ونخلق فكرا جديدا للعمل السياسي، عندها سنضمن أن من يتقدم أو ينال ذلك المقعد يستحقه بجدارة، فهو لم يلهث طمعا في المال والامتيازات بل أتى بقلب نظيف يسعى لخدمة الوطن وضحّى لأجل ذلك بأشياء كثيرة.
من أتكلّم عنهم هم الاحقّ، هم الأصل وعنوان الأمان، هم رفقاء قائدنا، وهم من ننام مطمئنين مدركين بأنّ أعينهم لا تنام.