وهذا ما يمكن مشاهدته من خلال حركة المجتمع وفي شكل وتشكيلات نماذج تواصل العشائر الاردنية والعائلات بعضها ببعض في (الجاهات والعطوات والصلحات) حتى ان هذه السمة بنماذجها شكلت للمجتمع الاردني عنوان اجتماعي يظهر من مدى تماسك روابطه ويظهر مقدار المنعة التي يتمتع بها وصلابة روابطه.
حتى ان هذه العادات المنبثقة عن مبادىء وقيم المسامحة والتسامح أخذت ما تشكل قانون اجتماعي له ضوابطه ومناسكه وسلوكه يعرفها الجميع وتحترم مساراتها واعرافها العشائر والعائلات الاردنية، الأمر الذى جمعها تشكل نموذج عصري لنماذج عشائرية وهو ما جعلها تشكل نموذج ريادي في تقديم العادات العربية واعرافها بين المجتمعات العربية .
فما زال جسر التواصل تأصله الجاهة بروابط النسب والمصاهرة، وما زالت كرامت المصاب محفوظة اجتماعيا كما حقوقه مصانة قانونيا فما ان يحدث مصاب لعشيرة او عائلة إلا وهبت جميع العشائر الاردنية للوقوف معها للتخفيف عنها مصابها حتى غدت هذه السمات العربية بنماذجها الاردنية تشكل حالة تطلبها المجتمعات العربية غير الاردنية في حلحلة العقد وتفكيك النشب .
وقد تحدث أحداث ساخنة بين أبناء الدم الواحد، لكن العشائر الاردنية كما عائلاتها كانت دائما تقفز فوق جروحها مهما غارت وتتجاوز عن الامور مهما كان ثقلها وثقل اوزارها هذا لأن نهاية الأمر كما هي بدايته سبقى دمها واحد وديدنها واحد في الاعراق كما في التقاليد والاعراف، وهي الصورة التي يتفق على مضمونها وشكلها الجميع والتي اصبحت من النماذج المسقرة وبل وتشكل رافعة للأمن والأمان المجتمعي .
التسامح الذي شكل على دوام نهج تاريخي ومورث حضاري عمل على ترسيخه بني هاشم الاطهار منذ ان جاء الرسول المصطفى برسالته فكان ديدنهم وشكل نموذجا بحكمهم على الدوام وهي القيم والمبادىء التي شكلت ظلال للمجتمع الاردني وسلوك لعشائره وعائلاته ولما يمتلكه المجتمع الاردني من بيئة خصبة وصلبة أخذت تشكل محتوى ملائم لغرس طيب القيم التي تثمر الطيب وتزهر طيب الروابط التي تنسج العلاقات المجتمعية وتأصيل محتواها وتعزيز وثاقها بما يجعلها مترابطة ومتراصة ومتاحبة ومتأخية فلا يخترقها إلا الهواء النقي ويعمل على رأب تصدع في جسمها اصحاب الهمم ورجالات القيم .
إن أصاب مكروه ميزان الروابط الاجتماعية (فهو بالريش) ولن يأثر على صلابة روابطنا الاجتماعية ولا على متانة عاداتها وقيميها الاصلية التي باتت عنوان للمجتمع الاردني وعلامة فارقة ونموذج نفتخر بحمل لوائه بقيادة نسل بني هاشم الاطهار ورسالتهم القيمية التي جاءت بمعاني التسامح ورسخت نهج المسامحة في المعاملة.