حينما أُنصِفَ الناهض

كتب فيصل سلايطة
وكأنهم عادوا لرشدهم أو استرجعوا قليلاً من ماء وجههم, عندما رجعوا ليقرأوا تاريخ من ظُلم على باب العدل وخسر روحه وتلطخّت بدمائة عُذرية العدل, وفي الذكرى السادسة لغيابه نستذكر حبّه للوطن ودفاعه المستميت عنه, نتذكّر كيف أن كاسِرَ القلم غالباً أميّ وجاهل ولدينا في نجيب محفوظ وفرج فودة تجارّب حيّة.

حان الوقت الذي تُصان فيه الكلمة, فكيف نريد أن نطوّر وطنا تُغتال فيه الكلمة؟، لا بل تُلبّس ثوب الكُفر زوراً ليتراكض بعدها تجّار الدين و الدم في سباق استباحة صفحات العقل والمنطق, أيظنوّن أن بذلك قد تطوى الصفحات، هم ذاهبون إلى عدم التاريخ في حين تبقى حروف من أحبّوا الوطن باخلاص محفورة عُمق الذكريات, فلم تنسى الاوطان مطلقا في يومٍ من عشقوا ثراها ولم تلفظ كُتب التاريخ يوماً سوى السخفاء.

ناهض من اليوم الأول إلى يوم العار أحب الأردن, اهنالك حبٌّ أعظم من أن يخسر الانسان حياته لأجل وطنه ؟.

تقول فيه الشرذمة بانّه كافر , نعم أنه كافر بكم وبكذبكم يا من تقتلون الاردن كل يوم, فذلك الكافر قد كَفَرَ بالكذّابين, كفر مرّات عديدة و نبّه من بشر يستبيحون هذا الوطن, وها هم قابعون خلف السجون, هيا اذهبوا واشكروه, عانقوه في لحده وانصفوه , اعتذروا عن حماقتكم التي خسّرتكم رجلاً بحجم وطن, وقلم هزّ اعماق الخون .

مجّد التاريخ قديما راسبوتين , ذلك العرّاف الروسيّ الشهير , فأي تمجيد لمن قرأت بصيرته مستقبلنا الحزين, وخطّ بقلمه هذه الكلمات:
“لكن جبل اللويبدة هو نموذج عماني، يساوي الحفاظ عليه، الحفاظ على روح عمان، ويمكن تقديمه كنموذج بلدي للمجتمع المدني المأمول في البلاد , ‏جبل اللويبدة الآن كعمران وثقافة ونموذج على الحافة؛ فإما يتم انقاذه وإما ينهار”.

هذا غيض من فيض لشخصية قلّما تمرّ في تاريخنا الاردني , لعقل يقرأ بنباهته كل الازمان , فشكرا لك يا ناهض وإيّاك أن تقلق, بل عِشْ المُنتهى بفخر , فقد ختمت حبّك بروحك و وقّعت اخلاصك بشهادة حياتك, فستبقى أبد الدهر حيّا في قلوب الشرفاء العقلاء , وبقلب كلّ أردنيّ حرّ شريف .