وكانا رحمهما الله مع ثلة من الاخوة يجمعهم العمل لتمكين دعوة الله وتطبيق شرعه والوسطية في الدعوة فاسأل الله تعالى أن يعطيهما اجر الدعاة العاملين والعلماء الربانيين.
وكان محبا للأردن ملكا وشعبا ويذكر المملكة الاردنية الهاشمية بالتقدير وشارك في عدة مؤتمرات برعاية ملكية
ونشأ الشيخ القرضاوي يتيما وكان في رعاية خاله الذي أنفق على تعليمه حتى دخل الأزهر ثم كانت نفقة التعليم من الاوقاف المخصصة لطلبة العلم في الأزهر ويذكر القرضاوي انه لما دخل الأزهر طفلا كان الطالب يختار ان يدرس على المذهب الحنفي او الشافعي فسألهم ما الفرق قالوا كلاهما يدرس فقه مذهب لكن مخصصات طالب العلم الحنفي قرش ونصف ومخصصات طالب العلم في المذهب الشافعي قرش واحد لان اوقاف الحنفية اكثر ريعا
قال فاخترت الدراسة على المذهب الحنفي ثم مرحلة لاحقة تخصص في أصول الدين وقد شعر الشيخ بفائدة دراسة اصول الدين وفقه الدليل في التيسير وبناء العقل الفقهي والقدرة على فهم الجزئيات في ضوء الكليات من غير انغلاق على مذهب وكانت رسالة الدكتوراة في فقه الزكاة تعبيرا عن فقه مستندا إلى الدليل
ويعد القرضاوي من مدرسة التجديد الفقهي المنضبط بالكتاب والسنة.
وكانت كتبه مرجعا لشباب الصحوة الإسلامية واسهم في بناء وعي حضاري وكان في مرحلة الثمانينيات والتسعينيات بمثابة قيادة فكرية تجديدية غير أن الاختلافات السياسية في مرحلة الربيع العربي أثرت على مرجعيته، ولكن الرأي المنصف يقرر بأثره الفكري الايجابي في بناء العقل الوسطي المقاصدي في العصر الحديث
وحدثني د جمال الدين عطية رحمه الله تعالى أثناء عملي خبيرا في مشروع معلمة زايد للقواعد الفقهية والاصولية بإشراف د جمال الدين عن التكامل بين فكر الشيخ محمد الغزالي وفقه الشيخ القرضاوي ووصف الشيخ الغزالي بالمفكر “البلدوزر”: الذي يشق الطريق للافكار التجديدية ويزيل الصخور ثم يأتي الفقيه القرضاوي ليوصل للفكرة فقها ويحسن الاستدلال.
وله اسهامات أدبية محدودة منها مسرحية عالم وطاغية وقدمت عملا مسرحيا في الجامعة الاردنية في الثمانينيات وله ديوان شعر ومن شعره
يا من زرعت الشر لن تجني سوى
شرٍ وحقدٍ في الصدور دفين
لن تستطيع حصار فكري ساعة
او نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي
وربي ناصـــري ومعينـــــــــــي
سأعيش معتصما بحبل
عقيدتي وأموت مبتســـــما
ليحيى ديني
رحمه الله تعالى وتعازينا لاسرته وتلاميذه ومحبيه