يطلّ علينا كما في كل عام “يوم المعلم العالمي” الذي يصادف اليوم الأربعاء الخامس من تشرين الأول ، والذي كان قد بدأ الاحتفال به منذ عام ١٩٩٤ ، وبقي العالم يحتفل منذ ذلك التاريخ وفي مثل هذا اليوم من كل عام بهذه المناسبة الجليلة ، وبشراكة بين كل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» ومنظمة العمل الدولية والمنظمة الدولية للتعليم ، حيث تم اقرار هذا اليوم للاحتفال باعتماد التوقيع الذي وقع في عام ١٩٦٦ بين «يونسكو» ومنظمة العمل الدولية بشأن وضع المعلمين، والذي حدد المعايير المتعلقة بحقوق المعلمين ومسؤولياتهم وتوظيفهم وظروف التعليم والتعلم ، ووفقًا لموقع «اليونسكو» فإن موضوع “اليوم العالمي للمعلمين” لهذا العام ٢٠٢٢ ، يأتي تحت عنوان «تحول التعليم يبدأ بالمعلمين» ، حيث أن الاحتفالات ستتناول الالتزامات والدعوات إلى العمل التي تم التعهد بها في قمة تحويل التعليم التي وقعت في سبتمبر 2022 في نيويورك ، وستحلل آثارها على المعلمين والتدريس.
اننا في الاردن ونحن نحتفل بهذه المناسبة السارة ، ومع بدء صباح اليوم ستنطلق العديد من الفعاليات في مديريات التربية والمدارس معبره عن عمق التقدير ونحن نرى قاعات الدرس وقد غدت منابر فكر وعلم ، فرسانها معلمون مخلصون أشاوس آمنوا برسالتهم مبدأً وعقيدة ، ويبقى نجمهم متألقا وحاضراً وعلى مسافة واحدة من طلابهم ، بعد ان زالت الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة «كورونا»، فالمدارس وقد عادت هذا العام لدوام كامل منتظم ، والمعلمون والطلاب وقد عادوا هذا العام بحماسة ، فما بين الحرص على الالتزام بالدوام ومتابعة شؤون الطلبة ، وبين التعليم الوجاهي التام ، يتضاعف جهد المعلم ومسؤولياته ويتفاقم تعبه ، ومعه لا بد ان يتضاعف الامتنان ، فمهما قدرنا تلك الجهود الطيبة المباركة فلم نعطي المعلم الا جزءًا يسيراً من حقه في التقدير ، سيّما أنه يقوم بواجباته ليل نهار وفي كل الظروف والاحوال ، ويعمل بطيب خاطر كل ما يُطلَب منه ، فهو وحده من يواكب مختلف التحديات بروح المسؤولية، وعبر أساليب تضمن استمرارية العملية التربوية واستقرارها، انسجاما مع رسالة المعلم ودوره التربوي والوطني .
هذا اليوم .. نقف وقفة إجلال واحترام ووفاء وإخلاص لمعلمونا الأشاوس الذين بذلوا ويبذلوا جهوداً مضنية استثنائية للقيام بدورهم ، وترسيخاً لأجمل القيم والأخلاق الكريمة والعطاء الذي لا ينضب ، فمعلمونا الاشاوس حقاً أهلاً للتقدير والتبجيل ، وهم البناة الحقيقيون لأنهم يبنون الإنسان الذي هو اغلى ما نملك ، ولأنهم يعون ان الطالب هو الإنسان الذي هو غاية الحياة ومنطقها ، فهل من أجر يوازي عطاء المعلم المستمر ، وأية كلمات توازي جهدهم ؟ وأي حديث يمنحهم حقهم الحقيقي؟..
ويبقى المعلم هو القدوة الحسنة ، في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخلاصه وتوجيهه للطلاب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار ، وهو الأقدر على العطاء وهو المثل الحي لتلاميذه ومجتمعه ، فمن يقوم بدور القائد الواعي الذي يعرف القيم والمثل والأفكار التي تحكم سلوك المجتمع ، فتكامل رسالة المعلم هي رسالة تكامل مع رسالة الأسرة في التربية الحسنة لأبنائها ، والمعلم هو جزء اصيل من هذا النسيج من المجتمع ، وهو التعليم بأكمله .
وأخيراً ، لك أيها المعلم الأردني في عيدك كل حب وكل تقدير ، إليك في عيدك كل ورود بلادي من دحنونها إلى سوسنها ، ويبقى عيدك عيد الوطن ، فهنيئاً لك عيدك ، فمهما قدمنا لك في الخامس من تشرين الأول ومهما أعددنا لك ، ومهما وقفنا بإجلال واحترام نردّد الأمثال ونتغنى بالقصائد ومقولة: من علمني حرفاً كنت له عبداً ، فلن نفيك جزء من جميل صنيعك .
فكل عام وانتم بألف خير معلمو الوطن الكرام ..