منذ أن تم اشهار وقفية التعليم بدعوة من مجلس تولية “وقفية التعليم” الذي كان قد تشكل في الأردن برغبة طموحة تقتضيها الحاجة لتجويد العملية التعليمية ، والذي يعتبر المحور الإقتصادي الأساس والمحرك لها ، ذلك تنفيذاً لمبادرة الوقف التعليمي والشراكات المجتمعية ، والتي اعتبرت التعليم مسؤولية دينية وطنية ومن اهم الركائز لبناء المجتمع ، وفق الإطار العام القانوني والشرعي للوقف التعليمي من خلال الحجة الوقفية ، والتي كانت قد صدرت من دائرة قاضي القضاة في شباط من العام ٢٠١٨ .
رسالة وقفية التعليم تمحورت حول استعادة دور الوقف في الإسهام في تحقيق الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية من خلال إتاحة الفرصة أمام الجميع للمساهمة في توفير متطلبات حصول أبنائنا على أفضل البرامج التعليمية من خلال بيئة مدرسية آمنة بتحقيق مقاصد الوقف ، فقد دعت وقفية التعليم ومنذ انطلاقتها الى حث المواطنين الى التبرع والوقف في مجال التعليم للعمل على بناء المدارس واستكمال المشاريع التربوية التي تحسن واقع التعليم في الاردن والبيئة التعليمية ، وان ذلك ضرورة موجبة على الجميع ان يتشارك بها لإتمام المشاريع التربوية ، هذه المبادرة التي تعد واحدة من المعالم التي تدلل على بلورة المجتمع بالواقع التعليمي ومستقبل مجتمعنا الذي يحتاج للتعليم بشكل اساسي حتى يتقدم وينجح بمشاركة الدولة والقطاع الخاص و الافراد وان الوقف هو ما يقتضيه واجب الوقت، وان البعد الحضاري هو الذي يولد الوقف ويزيده بمعنى ان الوقف يزداد كلما تطور المجتمع وتحضر وهناك العديد من الأمثلة على تعاظم الاوقاف في فترات الازدهار في المجتمعات الاسلامية المتعاقبة.
اننا ونحن نتحدث عن الوقف لا بد لنا من استذكار تاريخنا الإسلامي الزاخر بالمواقف الإنسانية الوقفية ، حيث لعب الوقف التعليمي دورا أساسيا في التنمية ، وظل نموذجا اجتماعيا واقتصادياً من خلال التجربة التاريخية للوقف في العالم الإسلامي ، بمختلف المجالات الحيوية ، كما وقدمت التجربة الوقفية الغربية نماذج عملية عن تطبيق المسؤولية الاجتماعية للاستثمار، خاصة تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير الأوقاف داخل المجالات التعليمية ، فقد مثلت نموذجا متفردا يستوجب التوقف عنده ورصد أهم ملامحه ، حيث أن المؤسسات الوقفية الأمريكية، وفي مقدمتها جامعة هارفارد، عملت على إذكاء روح التنافس فيما بينها، حول تحقيق عدة مؤشرات كمية ونوعية ، فالتركيز اليوم على الوقف كأحد أهم المشاريع الحيوية الداعمة للنهوض بالتنمية التعليمية يتمثل في أن مشاريع التنمية التربوية اليوم، تدعو ايضا في كثير من أدبياتها، إلى ما يمسى بالتنمية المستدامة والتنمية المتكاملة والتنمية البشرية، وقد حقق الوقف تاريخيا كنموذج اجتماعي واقتصادي .
انا أعتقد ان الاستثمار الوقفي في النظام التعليمي في وقتنا الحاضر ، يمكن له أيضاً أن يرسخ علاقة وطيدة بين ثقافة التبرع من ناحية ، والميادين الأكاديمية وبرامج البحث العلمي من ناحية ثانية ، بحيث لا يمكن أن نتصور البنية التحتية العلمية بدون الوقف ، ولهذا يجب ان نجتهد في عمليات مبرمجة ومدروسة لتطوير برامج أكاديمية جديدة، بغرض تمويلها من التبرعات بشكل عام ، من هنا يجب خلق استراتيجية تربوية تسهم في تنمية الأصول تعتمد بالدرجة الأولى على الدعوة لإنشاء وقفيات جديدة من خلال التبرعات.
دعونا نستفيد من كل التجارب التي من شأنها دعم تجربتنا الوقفيه المبشرة بالخير فبالامكان دعم الصندوق الوقفي ، ذلك لصيانة وإنشاء المدارس الحكومية في مختلف مناطق المملكة ، من خلال تبرعات أهل الخير والمحسنين ، حيث تعاني بعض المدارس الحكومية وخاصة في المناطق الاشد فقراً، من سوء الابنية وضيقها ،ناهيك عن حالة الاكتظاظ في مدارس العاصمة عمان وبعض قصبات المحافظات،جراء زيادة عدد الطلبة وقلة الابنية والغرف الصفية ، وانا ادعو من خلال هذا المنبر جميع مؤسسات المجتمع المدني الى دعم هذا الصندوق بما تجود ، لعلها تساهم في ذلك من رفد مؤسساتنا التعليمية بحاجاتها .
كل الشكر لمجلس توليه وقفية التعليم وكل العرفان للسيدات والساده اعضاء المجلس الكريم والجهاز التفيذي الذي يقوم بطبيق السياسات والقرارات المنبثقه عنه والذي تشكل من قامات الاردن الاخيار .. من مختلف الميادين ..
وفقهم الله لما فيه خير اردننا ورفعته وصولا لتحقيق اهدافنا وغاياتنا المنشوده ..
والله ولي التوفيق