كتب المهندس سليم البطاينة…
تعتبر الانتخابات الأمريكية بكافة أشكالها سواء كانت برلمانية ام رئاسية ام نصفية مادة اخبارية تحظى بقدر من الأهمية والمتابعة في جميع أنحاء العالم.
ومقاعد مجلس النواب يتم توزيعها على الولايات الامريكية وفقاً لحجم الولاية ، بينما تحصل كل ولاية على مقعدين في مجلس الشيوخ بغض النظر عن عدد سكانها.
وتأتي الانتخابات النصفية غدًا ( التجديد ) في وقت حرج للرئيس الديموقراطي جو بايدن وحزبه خاصة في ظل ارتفاع أسعار النفط وأسعار الوقود، ووجود انتقادات شديدة لطريقة ادارته للملف الاقتصادي وحرب اوكرانيا.
فهي تُعد تصويتاً على طريقة عمل إدارة الرئيس في العاميين الأوليين ( النصف الاول من فترة رئاسته ) ولها تاثير كبير على الاتجاه الذي تسير نحوه السياسة الامريكية في النصف الثاني من فترة الرئيس، حيث ينتخبون جميع أعضاء مجلس النواب الذين يجري انتخابهم كل عاميين ( ٤٣٥ مقعداً ) إضافة إلى ما يزيد على ثلث أعضاء مجلس الشيوخ ( ٣٥ عضو من اصل ١٠٠ ).
وتاريخياً في الولايات المتحدة الامريكية يخسر حزب أي رئيس الاغلبية في انتخابات ( التجديد النصفي ) التي تجري في عهده ، إلا في حالة الرئيس جورج بوش الابن بعد أحداث ١١ سبتمبر حيث كسب حزبه ( الحزب الجمهوري ) الاغلبية وذلك لان شعبيته كانت مرتفعة جداً.
عمليًا خمس ولايات سيكون لها الحسم في الانتخابات النصفية وهي ( جورجيا وبنسلفانيا ، نيفادا ، أوهايو ، أريزونا ) ، ومن يسيطر على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ يسيطر على البرنامج السياسي للولايات المتحدة الامريكية، وحزب الاغلبية يحدد من يقود اللجان المهمة في الكونجرس … وقدرة الرئيس على إنجاز برنامجه لها علاقة قوية بما إذا كان حزبه مسيطرًا على الكونغرس بمجلسيه.
والسؤال الأهم الذي يسأله الجميع: من هو Ron Desantis النجم الصاعد في الحزب الجمهوري الامريكي والأكثر شعبية في استطلاعات الرأي الأمريكية كمرشح محتمل للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة ؟
Desantis من مواليد عام ١٩٧٨ ايلول ومن أبرز الشخصيات السياسية التي سجلت اندفاعة صاروخية قياسية في المشهد الامريكي العام والحزب الجمهوري بشكل خاص خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، وكان أحد المتحمسين للرئيس ترامب قبل ان يصبح حاكماً لولاية فلوريدا.
فعلى ما يبدو أن الحزب الجمهوري يسعى إلى تقديم شخصيات تحظى بالشعبية بما يساعد على خروجه من مأزقه السياسي قبل الانتخابات النصفية ولاحقاً الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠٢٤.