حين تسمع كلمة الجّيش العربيّ ، تتحدّد الملامح هيبة وإتزاناً ، وتحمل الذّاكرة تاريخاً من صور البنادق والخنادق ، ويُكفُ الفوتيك لزند الرّجال وتتنفّس الأرض ، ترفع السّنابل رأسها طمأنينيّة وتشرق الشّمس ، لتنعكس على شعار الجّيش ، وترسم لوحة مدنيّة وعسكريّة بـ” آمال ” الوطن ، هكذا الأردن وجنوده العسكريين .
القوّات المُسلّحة الأردنيّة – الجّيش العربيّ ، أصحاب الهمّة الوطنيّة والمهمّة العسكريّة الصّعبة ، بحُلّة جديدة وطاقات فريدة ، وبخُطى ” ثابتة ” ، منذ إن جاءت رسالة التّكليف السّامية ، بجهود جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحُسين وتسليم اللواء يوسف الحنيطي رئيساً لهيئة الأركان المُشتركة ، وثبة من التّغييرات شهدتها السّاحة العسكريّة ، بإلهام من قائد البلاد ورؤيته وحكمته الملكيّة ، وبإشراقة الشّباب بوجود ولي العهد سمو الأمير الحُسين بن عبدالله ، نحو أردنٍ مُتميّز .
الجّيش بإختلاف مواقعه في الأوطان ، يحتاج إلى الدّهاء في تنظيمه ومأسسته ، لتمكين قبضته ، وإسدال السّتار على أمنه على الحدود الجُغرافيّة ، والنّقاط والمواقع الإستراتيجيّة ، فيشكّل حينها حِصناً من ” نار ” .
اللواء يوسف الحنيطي ، قائد الجّيش العربيّ ، تسلّم المهمّة بالأوقات الصّعبة عالميّاً ، ليُترجم التّوقعات والأحلام إلى واقع ، يُجيب أبناء الجّيش الأردنيّ عن قائدهم الحنيطي ، بإبتسامته ، وصدقه ، وقربه منهم في الكتائب والميادين ، ويسند المتعثّر منهم ، ويسمعهم ، الحنيطي ” بلدوزر ” لا تكلّ ولا تملّ ولا تلين ، تعاند المستحيل ، وتصنع مجداً عسكريّاً وثقة بروح الفريق ، هكذا يتصرّف كِبار القادة العسكريين ، ومن هُنا يبدأ نجاح الوطن , إذا ما أردنا صدقاً سرد روايته .
كيف تغيّرت صورة الجّيش العربيّ !
التّغيير الحقيقيّ يبدأ من ولاء القائد لمليكه ، وإهتمامه برسائله وتوجيهاته ، وإحترامه للمهمّه ، حينها ، حمل الحنيطي رؤى جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحُسين ، فأخذ على عاتقه مسؤوليّة التّنظيم العسكريّ ، وإعادة الثّقة والرّوح لمنتسبي الجّهاز ، فتجده بحالة ترقّب ومتابعة دائمة ، لكلّ ما يخدم الجّيش ، ويشاركه في فعالياته المُختلفة ، ويفتتح مقراته ، ويشرف على سير أعماله ، وتدريباته ، وتخريج أفواجه ، وزيارة كتائبه وأركانه .
إهتم الحنيطي بمنتسبي القوات المُسلحة ، من خلال تمكينهم ومساعدتهم في إكمال دراساتهم الجّامعيّة ، وتدريبهم عليميّاً وفنيّاً ورياضيّاً ، لتحمل هذه القوّات أفراداً أكثر فاعليّة وخبرة وحرفيّة ، عطفاً على ذلك رفع رواتب المنتسبين والمتقاعدين العسكريين .
الجّيش على الحدود …
منذ بداية الجائحة يواجه الأردن حرب المخدرات على الحدود السّوريّة ، وكان للجيش نصيباً أكبر في فرصة التّصديّ لهذه الإشتباكات ، فجاءت توجيهات الحنيطي بإعتبار هذه الحدود المهمّة الأولى على الجّيش العربيّ ، وغيّر قواعد الإشتباك ، وتزويد الجّيش بفنون التّعامل العسكريّة ، وترجم تحذيراته ورسائله للمعتدين ، وابلاً من الرّصاص يقتل كل من يحاول العبث بتراب الأردنّ وأهله .
الثّقافة العسكريّة …
بدورها المهم ووصلها للعلوم المختلفة بالعسكريّة ، نوعاً من العلاقات بين الكفاءة العلميّة مع الحياة العسكريّة ، وأبناء العسكريين والإهتمام بشؤونهم ، ومتابعة إحتياجاتهم وتفاصيلهم .
العميد علي قبلان الدعجة مدير الثّقافة العسكريّة ، شخصيّة وطنيّة عسكريّة ، يدير مشروع الثّقافة العسكريّة بكفاءة ، ويطوّر ويرفد المواقع بالخبرات ، وبجهوده المتواصلة ، وتحقيقاً للطموحات المشتركة ، إفتتح مدارس شمالاً وجنوباً ، ووضع خططاً مدروسة بوجود مدارس عسكريّة بكافّة أنحاء المملكة ، ومتابعة أحوال المتقاعدين ، وتسهيل إختيار أبنائهم في الجّامعات القريبة من أماكن إقامتهم .
هذا التّناغم بقيادة الجّيش ومشروعه الجّديد ، وإعادة الرّوح فيه ، يؤكّد أن الجّيش العربيّ ” واثقاً بخطوته ” .
وأعتقد أن هذا المشروع هو ما يستحقّ العناء والتّعب ، لأن ذلك المشروع نستطيع من خلاله الإنطلاق للمشاريع الإقتصاديّة والرّياديّة والصّناعيّة ، ولمشروع الوطن بأكمله .
بالقريب العاجل سأترجم ذلك عبر كتاب يحمل عنوان الجّيش العربي ّ بهويته الجّديدة ، وأتحدّث فيه عن تطّورات الجّيش ، ومفاصله وأركانه وأقسامه ، وعن الإنجازات التي حققتها قيادة الجّيش بسواعد اللواء البلدوزر الحنيطي .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين