وشهدنا دول العالم المختلفة تتهافت على المشاركة وتقديم أفضل ما لديها من تكنولوجيا ومصادر وموارد وخبرات في شتى المجالات أملا لأن تصبح شريكا في صناعة الحدث الأكبر عالميا.
يعرف الجميع بأن معظم حضور المباريات لن يستطيعوا المكوث في قطر مدة طويلة، نظرا لصغر المساحة والمرافق مقارنة مع العدد المتوقع، وبالتالي فعلى الجماهير التنقل بين دول المنطقة.
ولو نظرنا حولنا، لرأينا كيف فتحت دول الجوار أجواءها ومطاراتها وفنادقها ومعابرها، وغيرت سياسات الدخول والحركة لتتواءم مع الحدث ولتصبح جاذبة وداعمه له بل وشريكة في نجاحه، والذي سيعود عليها وعلى الدولة المستضيفة بالنفع.
ما أود معرفته اليوم، هو أين نحن من كل ما يحدث حولنا؟ !ونحن قاب قوسين أو أدنى من الحدث؟!
ما هي مساهمات قطاعاتنا المختلفة ؟ هل استثمرنا في جلب ولو ١٪ من الحضور؟
هل استطعنا وضع الاردن بكل ميراثه وجماله على القائمة؟
هل استطعنا عقد صفقات لتصدير أطعمة أو أشربة أو ألبسة ولو لبعض من مئات الآلاف المتوقع مشاركتهم بالحدث!!! هل سوقنا لزيتنا الطازج أو ملح بحرنا الميت الحي!!!
وماذا عن التشبيك وبناء الشراكات والتخطيط!. أتساءل وأنا أعرف الجواب وأتمنى أن أكون مخطئة!. ما الذي يحدث! أو بالأحرى لماذا لا يحدث الأمر البديهي والطبيعي…وهو المساهمة في عجلة النمو والتنمية وصنع الشراكات وجذب الاستثمار وتعزيز الأنشطة وتطوير الأرض والانسان!.
وكأننا أصبحنا نتقن فن تضييع الفرص بدلا من استغلالها أو حتى صنعها!!!
لا ينقصنا العلم ولا الشباب ولا العقول ولا الثقة ولا الخير ولا الايمان …لا ينقصنا ما يلزم للنهوض ولأن نكون في المقدمة! لماذا بنينا حولنا سدا منيعا وغططنا في سبات عميق!!
وعندما يحدث لنا خيرا يحدث إما بمحض الصدفة أو كردة فعل. أيها المارد الأردني النائم … أرجو أن تستيقظ..فالأطفال جوعى والبيت مهمل والشجر بحاجة إلى تقليم وبدأت أوراقه في الذبول!
لدينا ما يكفي للجميع ولكننا لا نعمل ما يكفي ولا ما يلزم.
حتى الأغاني والأناشيد التي نتقنها، ما عدنا نغنيها وأبيات الشعر ما عدنا نكتبها.
ما انتظره هو أن تنهض السواعد وتشحذ الهمم وتسطع أشعة الشمس الطيبة…فتصل للقلوب والعقول والوجوه، علها توقظنا جميعا!!
ودمت يا وطني بخير