كتب د. محمد حيدر محيلان
لم اتابع في حياتي مباراة ولو اردنية، وكنت وما زلت اجهل قوانين اللعب جميعها وحتى كرة القدم وتفاصيل الاولمبياد واسماء اللاعبين وحتى الاردنيين وتفاصيل وقوانين كأس العالم، وحتى لم امارس لعب الكرة ولا غيرها، ولي تجربة مع اللعب تحت اصرار ورغبة اصدقاء الطفولة ولمرة واحدة كدت ان أتسبب بكارثة لاحد اللاعبين، وبعدها حلفت ان اعود كعادتي لتجنب اللعب وحتى المشاهدة والمتابعة، ولم التفت فعلا للعب والمباريات منذ اربعين عاما، غير ان قطر وما ادراك ما قطر والسعودية وما ادراك ما السعودية، شدتاني بقوة وجذبة عنيفة كاد ان ينخلع لها قلبي وكتفي واوصالي، فأجدني اقفز واترك مكاني واطير بالهواء منفعلا ومصفقا وصارخا وذاهلاً وداعيا ومبتهلاً لله، وما كنت قبل ذلك احرك ساكناً لفريق محلي وطني .
وبفطرة العربي والاردني والمسلم الذي هوجم بكبريائه من الامم المتطرفة والمتعجرفة والمتأففة حين استخفت بنا كأمة عربية وتعالت علينا وازدرتنا بكثير من الممارسات المقصودة في التعامل مع اجراءات الاولمبياد في (قطر) البلد العربي الشقيق الصغير بحجمه والكبير بفعله؛ واستكثرت عليه ان يعقد الاولمبياد على اراضيه، اجدني انتفض كما العصفور بلله القطر وانتصر لقطر ولامة العرب من الغرب المأفون معظمه بغطرسة التميز والتفوق العرقي والمصاب جله في مروءته من هوان ودنس بعض قيمه المخالفة للدين والعادات النبيلة، من المثلية الى المساكنة الى الانحرافات الاخرى في المشرب والمأكل والملبس، جعلني بفوقيته النتنة المقززة اتحول لمتابع شرس ومتعصب لأمتي وعقيدتي وشرقيتي المتحضرة والراقية بعقيدتها وقيمها وعاداتها النبيلة، جعلني اخوض معامع التشجيع وهول الترقب وصداع وشد الاعصاب وتوتر اللحظة وترصد اتجاهات الكرة بحماس منقطع النظير.
واليوم اعاد لي المنتخب السعودي البطل اعتزازي بأمة العرب، ونما لدي الامل بان كل امجادنا السابقة ستعود بهمة هؤلاء الابطال وامثالهم من امة العرب وهم كثر، المنتخب السعودي البطل لقن المنتخب الارجنتيني المتغطرس ومن والاه وشجعه وشد على ايديه درسا في التواضع والادب، بل نكس رؤوسهم بين ارجلهم، فخرجوا يجرون اذيال الفشل والخيبة يقودهم المغبون الساخر من العرب (ميسي) بعيون منكسرة لاسفل بعد ان كانت تستعلي علينا وتسخر منا كأمة متأخرة لا يحق لها ان تلعب ولا تبني ملاعب ولا تنهض لاعلى ابداً .
لقد انقضت تلك العصور الغابرة والاستخفاف بالشعوب والانتقاص من كرامة ابنائها، وتلاشت صورة المنتخب المعجزة واللاعب الاسطورة الذي لا يقهر، نعم انقهر وانلوى وانفطر امام السعودي البطل، تهاوى الارجنتين الهالة والمارد والعملاق بلحظات، وسُحق لاعبيه ومرغت انوفهم على نجيل (اللوسيل ) في قطر.
فلا مستحيل مع الارادة والثقة والعزيمة المستمرة، الف مبارك للصقور الخضر الابطال السعوديين ولامة العرب، لقد اعدت الينا ثقتنا بانفسنا وعروبتنا يا اخضر، فإلى الامام وكلنا معكم ايها الصقور الخضر، ومع جميع الفرق العربية الماجدة، والشفاء العاجل للبطل ياسر الشهراني اعاده ﺍﻟﻠﻪ مشافى معافى في القريب العاجل.
نعم اصبحت مشجعا ومتحفزاً انتظر بشوق الغلبة لفرقنا العربية، وتعريف هؤلاء الساخرين (الزَنْمىٰ) (جمع زنيم) (ابناء ابيهم )من الغرب المتغطرس حجمهم الطبيعي (فإن تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون) (هود 38) ، (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )(227الشعراء)، وسينقلب المشهد لصالحنا وتنكفىء الكؤوس المترعة بصديد افكارهم ومريض نفوسهم وفساد معتقداتهم بما فيها على وجوه حامليها، وسينصر الله هذه الامة وان طال الانتظار بهمة ابنائها وصلاح دينها وتعاضد اقطارها ووحدة شملها ان الله على كل شيء قدير .
أكرر الفخر بقطر الدولة المتحضرة وبالمقاتلين السعوديين الأفذاذ والنصر آت قريب.