كتب محمد حسن التل
لا يفتأ الملك عبدالله الثاني أن يؤكد باستمرار وثبات على أهمية مشروع الإصلاح الوطني الشامل، لما يمثله من أهمية وطنية للانتقال إلى المئوية الثانية برؤى جديدة تخدم الأجيال القادمة. واليوم خلال ترؤسه جانبا من اجتماع مجلس وزرائه أعاد تأكيده على أن مشروع الإصلاح خيار ملكي وطني لا رجعة عنه، وبهذا يقف الملك بنفسه أمام كل من يشكك أو يثبط العزائم بأن المشروع الوطني لن يتعدى الحديث والاجتماعات فقط، متجاهلا عن قصد ما أنجز خلال الفترة الماضية من تشريعات إصلاحية أقرت في الدورة السابقة لمجلس الأمة واجراءات حكومية على طريق الاصلاح، بعين ملكية تراقب وتوجه.
الملك هو العقل المحرك لمشروع الإصلاح، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يضع العصى في الدواليب، وقد أغلق الطريق تماما أمام أصحاب الشد العكسي الذين يرون بالإصلاح تهديدا لمكتسباتهم التي حازوا عليها في الليالي الظلماء.
كما أن إصرار الملك على إشراك المواطنين واطلاعهم على المعلومات أولا بأول من خلال الإعلام المهني إشارة إلى أنه يريد أن يكون المشروع يحس به كل مواطن أردني ويشارك به، ليدرك أن هذا المشروع وجد من أجل مستقبله ومستقبل أبنائه.
بؤرة اهتمام الملك في كل ما يخطط له ويعمل من أجله هي الإنسان الأردني، لأنه يعي تماما أن أي عمل وطني لا يشعر بأهميته المواطن ولا يتفاعل معه لا فائدة أو نتيجة منه، وقد أدرك جلالته ذلك مبكرا منذ تسلمه سطاته الدستورية فجعل الإنسان الأردني محور خططه ومشاريعه في المملكة الرابعة، وخصوصا الشباب الذي يرى فيهم مستقبل البلاد الذي يريده.
اليوم، وهو يخاطب حكومته يبشر الملك شعبه بأنه لا رجعة عن مشروع الإصلاح الوطني الشامل على المستوى السياسي والاقتصادي والإداري، وأنه لا بد وأن يأتي اليوم الذي يقطف الأردنيون به حصاد هذا الزرع الملكي الذي يسقيه الملك بماء عينيه.
لقد قالها الملك في مجلس الوزراء اليوم: من لم يؤمن بمشروعنا الوطني، فليتنحى جانبا. وهذه إشارة ملكية أن وقت الفرز قد حان، ولن يبقى مكان لمتقاعس ومشكك أو كسول، فقد انطلقت القاطرة ولا مجال لإيقافها.
والتقط الإشارة الملكية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عندما صدع للأمر الملكي حين قال لا مجال أن يكون هناك مكان للتقاعس أو التردد في الخطط الهادفة لخدمة المواطنين والسير قدما في نفاذ مسارات التحديث الشامل وفق برنامج تنفيذي وزمني واضح، ملتزما أمام الملك برفع تقرير دوري يبين سير العمل.
كل ذلك من خلال الرؤية الملكية التي ترعى المشروع الوطني،كما قلت، القطار الوطني ماض نحو مستقبل أفضل ولا مكان به لمشكك أو سوداوي بتعهد ملكي ثابت..