سكجها يكتب عن القاسم المشترك: جواد مرقة

كتب باسم سكجها…

هاتفني الحبيب أبو محمد [جواد مرقة] معتذراً عن عدم امكانيته تقديم العزاء الشخصي لسبب مرضه، وقال: إذا كان في العُمر بقية فسنلتقي وسيكون واجب العزاء كاملاً في زوجة أخي ابراهيم، أمّك…

كان ذلك قبل أشهر قليلة، وقد رحل الرجل الذي لا يمكن أن تسمع عنه سوى كلمات التقدير والاحترام، ولعلّه من الصحافيين القليلين الذين حظّوا باحترام كلّ الهيئة العامة لنقابتنا، بدليل أنّّه كان القاسم المشترك في كلّ لجان الانتخابات، وكذلك كان والده أبو جواد من قبله…

كان صديقاً لوالدي منذ تأسيس التلفزيون الأردني، وعرفته بالطبع على الشاشة مقدّماً فذّاً للأخبار، وضمن لقاءات في مكتب والدي، فكان العمّ الحبيب، ولكنّه أصبح صديقاً حين زرنا الكرك/ زحوم/ في معيته تلبية لدعوة كريمة من الدكتور علي العضايلة، واستمعت منه، في كلامه الحميم، إلى تلك العلاقة التي ربطت مدينته الخليل بمدينته الكرك…

كان ذلك في منتصف الثمانينيات، حين كنّا، عبد الله العتوم وأحمد سلامه ويوسف العبسي ويوسف العلان وأنا، بمعيته، وتلك رحلة لا تُنسى فأخذنا سحر وادي الموجب ذهاباً، والطريق الصحراوي عودة، ولكنّ سحر ودفء كلام أبي محمد كان يزيد من المشهد جمالاً، ومنذها تواصلت الاتصالات، واللقاءات العابرة المستقرّة في الروح…

أبو جواد ساعدني في مواقف له لا تُنسى، بأنْ لم يبخل عن تشجيعي للاستمرار في مسيرتي كما ينبغي لها أن تكون، وفي مكتبه في ما صار الان تلفزيون رؤيا، وقبله الايه آر تي، وقبله كان هو مؤسس شركة الانتاج التابعة للتلفزيون الاردني وليتها استمرت، في ذلك المكتب الحميم فاجأني بقوله: مجلتك تحتاج إلى الدعم، وسنقوم بوضع إعلان عندك، وذلك ما كان…

كلّ مكان عمل فيه راحلنا الحبيب سيظلّ يحمل له كلّ الحبّ، وكلّ الزملاء سيظلون يكنون له التقدير والعرفان، فرحمك الله يا جواد مرقة، ولاحبائك وأهلك كل العزاء، وأخصّ بالذكر زميلنا جرير شقيقه الذي كنتُ أعرف حجم الحبّ الذي كنّه له، وكان يعتبره مثل ابنه…
وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأيّ أرض تموت.