الأردن اليوم – حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من المخاطر الكارثية الناتجة عن هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، والتصعيد غير المسبوق الحاصل في ارتكابها، باعتبارها “جريمة حرب”، و”جريمة ضد الإنسانية”.
وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها اليوم الأربعاء، إنها تنظر بخطورة بالغة لسياسة الحكومة الإسرائيلية في تكثيف وتصعيد هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، في محاولة لإلغاء الوجود الفلسطيني في القدس، وعموم المناطق المصنفة “ج”، وتفريغها من سكانها، وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان.
ووصفت هذه الانتهاكات بأنها أبشع أشكال التطهير العرقي الذي ترتكبه الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة بشكل يومي في الأرض الفلسطينية المحتلة بشكل هادئ ومتدرج، حتى لا يشعر بها المجتمع الدولي.
وحملّت وزارة الخارجية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات هذه الجريمة على ساحة الصراع، وارتداداتها السلبية على العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما حملت المجتمع الدولي المسؤولية عن صمته إزاء هذه الجريمة المتواصلة.
من جهة أخرى، قال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، أحمد الرويضي، إن حوالي 13 ألف مواطن مقدسي مهدد بالتهجير القسري من أحياء كاملة في محيط البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، لإقامة مشاريع استيطانية، وكنس، وحدائق توراتية، ومتاحف”.
وأوضح الرويضي، في بيان اليوم، أن أعمال الحفريات التي تقوم بها سلطة الاحتلال الإسرائيلي وفتح أنفاق في محيط المسجد الأقصى المبارك تهدف إلى تعزيز الاستيطان في محيط البلدة القديمة، ودفع المقدسيين إلى الهجرة الطوعية لخطر الحفريات على منازلهم وحياتهم، أو الهجرة الجبرية ضمن سياسة التهجير القسري لإخلاء أحياء عدة في محيط البلدة القديمة.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تسعي من وراء هذه الحفريات لتقديم رواية مصطنعة تلمودية لا أساس لها تاريخيا على حساب الحقيقة التاريخية للمكان الكنعاني العربي. وقال الرويضي “نعمل منذ أشهر على جمع أكبر قدر من الوثائق والمستندات التاريخية التي تعكس الحقيقة والرواية للمسجد الأقصى المبارك، ومحيطه”، مؤكدا أن جميع الوثائق والمستندات والروايات القديمة والعثمانية وحتى اليوم تشير إلى عروبة المدينة، وتاريخها الإسلامي المسيحي”.
وأكد أن الوثائق كافة التي تم جمعها تحمل الحقيقة التاريخية نفسها، ولا تقدم أي إشارة لأي رواية تلمودية يحاول الاحتلال ترويجها.
وطالب الرويضي منظمة “اليونسكو” بتحمل مسؤولياتها القانونية بإرسال لجنة تحقيق عاجلة، للبحث في المساس بالإرث الحضاري في القدس، باعتبارها مسجلة على قائمة التراث العالمي منذ العام 1981.
وأشار إلى أن كل الحفريات التي قامت بها سلطات الاحتلال فيما تسميه “الحوض المقدس” كشف عن آثار رومانية وإسلامية، وذلك بالاستناد إلى ما نشره علماء آثار إسرائيليين.
ميدانيا، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، منزلين قيد الإنشاء في منطقة البقعة، شرقي مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة، راتب الجبور، إن آليات الاحتلال الإسرائيلي داهمت منطقة البقعة وهدمت منزلا قيد الإنشاء، في مرحلته النهائية.
كما هدمت قوات الاحتلال أسوارا وأساسات منزل آخر عقب هدمه في شهر تموز العام الماضي.