إسناد اليمن وكيف تحررت عدن؟

الأردن اليوم – عند اندلاع المعركة في محافظة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة لليمن عام 2015 بعد استيلاء الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة صنعاء، كانت قوات إماراتية خاصة تهبط جوا وبحرا إلى المحافظة لخوض المعركة الأولى الفاصلة ضد الحوثيين.

كانت المعركة على الأرض التي انتهت في نهاية المطاف إلى دحر الحوثيين وتحرير المحافظة، جزء من مشاركة واسعة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد الحوثيين بقيادة السعودية والإمارات استجابة لطلب وجهته الحكومة اليمنية إلى مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن الدولي.

وقال الخبير العسكري في معهد واشنطن مايكل نايتس في مقال عن كتاب وثق مشاركة القوات الإماراتية لتحرير عدن، إن “عرب الخليج وضعوا حداً للحوثيين من الهيمنة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية والاستيلاء على الممرات الملاحية الرئيسية التي تربط نصفَي الكرة الشرقي والغربي عبر البحر الأحمر وقناة السويس”.

وقال الصحفي والباحث في الشأن اليمني صلاح بن لغبر، إن “معركة تحرير عدن كانت أكبر معارك هذه الحرب وقد قادتها القوات الإماراتية على الأرض بمهنية عالية، وتحررت محافظات عدن ولحج أبين خلال أقل من اسبوع، نتيجة التوادج الإمارات يعلى الأرض وقيادة المعركة، بعد اربعة أشه رمن القتال وهي أشهر كان للمليشيا الحوثية الغلبة فيها نتيجة التنظيم وتمرسهم على القتال، وذلك رغم المساندة الجوية من التحالف الذي تقوده السعودية، لكن على الأرض كان الناس بحاجة لقوات محترفة وهو ما فعلته القوات الإماراتية، وليس هذا فقط لكن الإمارات وفرت في الوقت عينه الغذاء والدواء للناس في عدن، ذلك تاريخ أخوي مشرف يجب أن تعرفه كل الأجيال فهو نقطة مضيئة في تاريخ هذه الأمة، هي أحداث أثبتت بالفعل أن العرب أمة واحدة بعد عقود من الشتات والناي كل بنفسه “.

بعد عدن، اتجهت القوات إلى جانب ما يعرف بقوات المقاومة الجنوبية لتحرير محافظتي لحج وأبين بشكل متزامن تلاه التقدم صوب محافظة شبوة فمأرب وصولا إلى جبهة نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، بحسب بن لغبر، مضيفاً، أن القوات الإماراتية اتجهت لاحقاً لإسناد ما يعرف بألوية العمالقة الجنوبية وتحرير الساحل الغربي اليمني المطل على مضيق باب المندب وصولاً إلى ابواب مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر عام 2018.

أعادت هذه المعارك صياغة المشهد العسكري اليمني وبات الحوثيون يعيشون في انتكاسات متتالية بددت مخطط الجماعة في السيطرة على كامل البلاد.

وقال الخبير العسكري في معهد واشنطن، إن القوات الإماراتية تنعم بفهم أفضل للثقافة المحلية في اليمن وبعلاقات ممتازة مع قوات المقاومة اليمنية. وتلقت هذه القوات تدريبات ودعما عسكريا من قبل القوات الإماراتية أثناء المعارك، بحسب إفادة مصدر عسكري.

تعود العلاقات الإماراتية اليمنية إلى عقود من السنين، كما تملك القبائل اليمنية علاقات وثيقة مع الإمارات، ما جعل هذه القوات أكثر فهماً بالثقافة المحلية وأكثر ثقة واحتراماً في الأوساط الشعبية، ما جعلها مختلفة عن بقية الدول الخارجية الأخرى. ينظر السكان في اليمن إلى ابوظبي على أنها دوماً تتدخل لإسنادهم في اللحظات الصعبة التي مرت بها البلاد، كما تحتضن جالية يمنية كبيرة تعمل فيها.

وقال الصحفي اليمني ادونيس عبدالعزيز، “متانة العلاقات تجسدت أكثر في المعركة ضد الحوثيين.. هنا قاتل الجندي الإماراتي إلى جانب شقيقه اليمن، وقدمت الإمارات تضحيات جسيمة في هذه المعركة”. وأضاف ” في معركة واحدة بمحافظة مأرب قدمت الإمارات 52 شهيداً، وشهداء أخرين في المعارك التي دارت بمحافظات شبوة وعدن ولحج والساحل الغربي”.

ومضى يقول “شاركت ابوظبي بفاعلية في دعم اليمن خلال السنوات الماضية، عسكرياً واقتصادياً وإغاثياً وتنموياً”. وفي أبريل الماضي أعلنت أبوظبي تقديم مليار دولار لدعم الاقتصاد اليمني المنهار ووصل جزء من هذا الدعم إلى البنك المركزي اليمني بحسب تصريحات سابقة للحكومة اليمنية.

وقالت وسائل إعلام إماراتية، إن إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن بلغت 22.97 مليار درهم خلال الفترة من عام 2015 وحتى عام 2021.

وخلال العام الماضي، مولت الإمارات انشاء مطار دولي في مدينة المخا وشق طريق رئيس تؤدي إلى مدينة تعز لكسر الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة منذ ثمان سنوات، وتمويل مشروع سد حسان في محافظة أبين بقيمة مئة مليون دولار.