من المرجح أن يقوم الموردون الصينيون لشركة أبل بنقل طاقاتهم الإنتاجية إلى خارج البلاد بشكل أسرع بكثير مما يتوقعه العديد من المراقبين لتفادي تداعيات التوترات المتصاعدة بين بكين وواشنطن، وفقاً لأحد أهم شركاء الشركة الأميركية.
وتعد شركة “GoerTek”، صانع سماعات “AirPods”، واحدة من العديد من الشركات المصنعة التي تستكشف مواقع خارج الصين، والتي توفر اليوم الجزء الأكبر من الأجهزة في العالم من ملحقات “آيفون”، و”بلاي ستيشن”.
وقال نائب رئيس مجلس الإدارة، كازويوشي يوشيناغا، في مقابلة، إن الشركة تستثمر مبلغاً أولياً قدره 280 مليون دولار في مصنع جديد بفيتنام بينما تفكر في التوسع في الهند. وأشار إلى أن شركات التكنولوجيا الأميركية على وجه الخصوص كانت تضغط بشدة من أجل أن تنقل الشركات المصنعة لملحقات أجهزتها مثل “GoerTek” معداتها لمواقع بديلة، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
وأضاف، يوشيناغا، أن بدءاً من الشهر الماضي، كان السؤال المهيمن من جانب عملاء الشركة، حول موعد الخروج من الصين.
يأتي ذلك، بعدما اتسع الصراع بين الولايات المتحدة والصين، والذي بدأ بحرب تجارية، ليشمل حظراً شاملاً على تبادل الرقائق ورأس المال، ويحفز إعادة التفكير في سلسلة التوريد الخاصة بصناعة الإلكترونيات القائمة منذ عقود.
وخلف الكواليس، قد يكون 9 من أصل 10 من أهم موردي “أبل” يستعدون لتحركات واسعة النطاق إلى بلدان مثل الهند، وهو ما يقدم حوافز لدفع مبادرة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي “Make in India”.
وتقدر “بلومبرغ إنتليجنس”، أن الأمر قد يستغرق 8 سنوات لنقل 10% فقط من قدرة شركة “أبل” خارج الصين.
فيتنام في الوقت الحالي هي موقع التصنيع الوحيد لشركة “GoerTek” خارج الصين. وأوضح “يوشيناغا” بأن المجمع الجديد الذي تبلغ مساحته 62 هكتاراً في باك نينه سيصنع منتجات للعلامات التجارية الأميركية الكبرى ومن المتوقع أن يبدأ العمل في غضون عام.
وقال يوشيناغا إن شركته، التي تخطط أيضاً لتصنيع سماعات الواقع الافتراضي في فيتنام اعتباراً من عام 2024، تتوقع أن تنتج الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا أكثر من نصف إيراداتها العالمية في 3 سنوات، ارتفاعاً من الثلث حالياً.
وأضاف أن الشركة تطلب أيضاً من مورديها استكشاف شمال فيتنام بحثاً عن مصانع جديدة. وهي تصنع سماعات الواقع الافتراضي “Quest” لصالح شركة “ميتا بلاتفورمز”، وأجهزة “PSVR” لصالح “سوني غروب”.
وأشار إلى أن “GoerTek”، كانت قد أسست عملياتها في فيتنام منذ عقد من الزمان لتصنيع الأجهزة الصوتية بناءً على طلب شركة “سامسونغ إلكترونيكس”.
وقال إن قرب فيتنام من الصين، ووجود شبكة ساحلية من الموانئ، وقوة عاملة شابة متعلمة، واستقرار سياسي نسبي، تجعل هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا مركزاً مثالياً للتصنيع، إذ تشغّل الشركة نحو 40 ألف عامل في مصانعها حالياً في الصين. ولكن “يوشيناغا”، يرى أن حملة مكافحة الفساد، التي أدت إلى إقالة الرئيس ونائبي رئيس الوزراء مؤخراً، تثير القلق.
وفي الوقت الحالي، تظل فيتنام موقعاً جذاباً. وقد تتطلع “أبل” إلى جعل البلاد مركزاً لتصنيع أجهزة “آيربود”، و”آيباد”، و”ماك بوك”.
وقال يوشيناغا إن العديد من الشركات الأميركية تخطط لنقل الإنتاج هناك، بغض النظر عن التكلفة. آخرون مثل شركة Jabil Inc. يفكرون في الهند. ولكن بشكل عام، فإن التدفق سيكون باستمرار إلى الخارج من الصين، على حد قوله. مؤكداً “لا أعتقد أنه سيعود. إنه اتجاه واحد”.