الأردن اليوم – غوض منتجو النفط خارج منظمة “أوبك”، أوروبا عن انخفاض الإمدادات الروسية، حيث وجّه سوق الغاز الأمريكي حوالي 70% من صادراته عام 2022 إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وبعد مرور عام على اندلاع الحرب في أوكرانيا، ونتائجها السياسية والعسكرية التي أثرت على سوق الطاقة العالمي بشكل كبير، ليس من المتوقع أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب.
الفحم والنووي والطاقة المتجددة
وتقود القارة العجوز تغييراً كبيراً في مزيج طاقتها بدافع الرغبة في قطع الاعتماد على موسكو، مشيرة إلى أن هذا التغيير لا يؤثر على التصدير فحسب، بل سيؤدي أيضاً في السنوات المقبلة إلى استخدام مصادر الطاقة التي تم التخلي عنها في أوروبا الغربية، مثل الفحم والنووي.
ومن المتوقع أيضاً أن يؤدي هذا التغيير إلى زيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة الداخلية، مع التركيز على الطاقة المتجددة.
سيناريو الأزمة
في الأيام الأولى للحرب، ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات لم تشهدها منذ أزمة 2008، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود وموجة تضخم، وتحديداً عندما بدأ الاقتصاد العالمي في التعافي بعد وباء فيروس “كورونا”.
ومع انخفاض الطلب والخطوات التي اتخذها منتجو النفط “أوبك +”، عادت أسعار النفط الآن إلى مستويات ما قبل الحرب، وعلى الرغم من ذلك، فإن التباطؤ في الأسعار لن يضعف صناعة النفط والغاز العالمية التي سجلت أرقاماً قياسية في الأرباح بلغت 4 تريليون دولار في العام الماضي.
تعويض أوروبا
وتقول كلكلست، إنه على الرغم من السيناريوهات المرعبة في الأيام التي سبقت الحرب، حافظ إنتاج النفط على مرونته، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى زيادة الإمدادات من المنتجين من خارج أوبك، وخصوصاً الولايات المتحدة والنرويج والبرازيل، لتعويض أوروبا عن انخفاض الإمدادات الروسية.
وبحسب التقديرات، بلغ الإنتاج العالمي من النفط الخام والوقود السائل 100.95 و 100.79 مليون برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2023 على التوالي، مقارنة بـ 98.07 و 98.98 مليوناً في نفس الأشهر عام 2022.
وفقاً للصحيفة الإسرائيلية، ارتفع المعروض من النفط من خارج أوبك إلى 67.10 مليون برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) 2023، مقارنة بـ 64.63 مليون برميل في نفس الشهر من العام الماضي، بينما سجل إنتاج الوقود الخام والسائل من قبل شركات أوبك زيادة طفيفة إلى 33.85 مليون برميل يومياً.
تأثير العقوبات
وعلى الرغم من العقوبات المفروضة، كان التأثير على إنتاج النفط الروسي محدوداً نسبياً، حيث إنه وفقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية، انخفض انتاج النفط الخام الروسي بمقدار 160 ألف برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) وحده مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.
وبلغ متوسط إنتاج روسيا في عام 2022 9.7 مليون برميل يومياً، ويقدر إنتاج روسيا من النفط الخام والوقود في فبراير (شباط) الحالي بنحو 10.48 مليون برميل يومياً مقابل 11.33 مليون خلال فبراير (شباط) 2022، وينطبق الشيء نفسه على الصادرات الروسية التي وصلت في يناير (كانون الثاني) إلى ما يقرب من 8.2 مليون برميل يوميا مقارنة بنحو 8 ملايين في يناير (كانون الثاني) الماضي.
هذا العام، مع وجود القليل من النفط الروسي أو عدم وجوده على الإطلاق، ستحتاج أوروبا إلى مزيد من الإمدادات من الولايات المتحدة التي ستكون مرة أخرى المورد الرئيسي للنفط إلى القارة الأوروبية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال خلال النصف الأول من عام 2022، وخلال تلك الفترة، زادت صادراتها بنسبة 12٪ مقارنة بالفترة المماثلة في عام 2021 عندما سجلت متوسط 11.2 مليار قدم مكعب لكل يوم.