يعاني بعض الأشخاص من مشكلة تذكر الوجوه، حيث يستغرقون وقتاً لمعرفة من يقف أمامهم أو ربما يصعب عليهم معرفته بالأساس، هذه الحالة تعرف بـ”عمى الوجوه”، ويعتبر النجم العالمي براد بيت أشهر الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.
وعمى الوجوه، هو اضطراب يجعلك غير قادر على التعرف على الوجوه التي رأيتها من قبل، بما في ذلك وجوه الأصدقاء والعائلة.
وفي هذا الشأن، كشف بحث جديد من جامعة هارفارد، أنه قد لا يكون المرض نادرا كما كان يعتقد في البداية، بحسب دراسة نُشرت في موقع “ديلي ميل”.
وتتوقع معظم التقديرات أن نحو 2.5٪ من سكان العالم يعانون من شكل من أشكال هذا الاضطراب الذي يسمى بـ”عمى الوجوه”.
وهذه الحالة اكتسبت اهتماما أكبر من وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، بعدما أعلن الحائز جائزة الأوسكار سابقاً براد بيت في يونيو 2022 عن تجربته مع هذه الحالة، مؤكداً أن “لا أحد يصدقه” عندما تحدث عنها.
عينان وأنف وفم
من جانبها، قالت ممرضة الحضانة هانا ريد، التي تعاني من أسوأ حالات عمى الوجه في المملكة المتحدة، إن “كل وجه يبدو متشابها وهو مجرد “عينين وأنف وفم”.
وعندما قدم الباحثون في جامعة هارفارد مجموعة متنوعة من الاختبارات والاستبيانات حول التعرف على الوجه لأكثر من 3100 مشارك بالغ في الولايات المتحدة، وجدوا مجموعة من الأشخاص سجلوا نتائج سيئة للغاية.
واعتمادًا على حدود التشخيص التي تم استخدامها لعمى الوجه، وجد الباحثون أن الحالة تراوحت بين انتشار بنسبة 0.13٪ وحتى 5.42٪.
وقد يتأقلم المصابون بهذا الاضطراب عن طريق استخدام طرق بديلة للتعرف على الأشخاص، مثل تذكر الطريقة التي يمشون بها أو تسريحة شعرهم أو صوتهم أو ملابسهم.
تشوهات في الدماغ
ويُعتقد أن عمى الوجوه ناتج عن تشوهات أو تلف أو ضعف في التلفيف المغزلي الأيمن – ثنية في الدماغ – يبدو أنها تنسق إدراك الوجه والذاكرة.
كما يمكن أن ينتج عمى التعرف على الوجوه عن الإصابة بالسكتة الدماغية أو إصابات الدماغ أو بعض الأمراض التنكسية العصبية. لكنه في بعض الحالات يكون موجودا عند الولادة. مما يجعله على الأرجح نتيجة لطفرة جينية.
إلى ذلك، استخدم الباحثون معايير تشخيصية مختلفة لتقييم بعض المشاركين المصابين بعمى الوجوه. واعتمادًا على مدى صرامة هذه الأعراض، حددوا عمى التعرف على الوجوه المتأثر بين 0.13 و5.42% من المجموعة. ومن المثير للاهتمام، أنهم وجدوا أيضا أن المعايير الأكثر صرامة لم تحدد دائما الأفراد الأكثر ضعفاً في التعرف على الوجوه.
ونتيجة لذلك، خلصوا إلى أنه يجب أن يخففوا شروط التشخيص، ويقسمون الأشخاص حسب الحالة إلى “خفيفة” أو “شديدة”.