يشهد حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، يوم غد السبت، أيضا تتويج زوجته كاميلا ملكة بتاج يعود إلى الملكة ماري، مع إجراء تعديلات عليه، بسبب جدل حول قطعة ألماس موجودة عليه.
ووفقا لقصر باكنغهام، بدلا من التفويض باختيار تاج جديد لخدمة التتويج، كما هو معتاد في التقاليد الملكية، سترتدي كاميلا نسخة معدلة من تاج الملكة ماري أثناء الخدمة في كنيسة وستمنستر في 6 مايو، مبينا أنه من بين التغييرات التي تم إجراؤها على تاج كاميلا، إزالة النسخة المتماثلة من ألماسة كوه نور Koh-i-Noor، والتي تم وضع النسخة الأصلية منها لأول مرة على تاج الملكة ماري في عام 1911.
وأضيفت الماسة إلى تاج الملكة الأم إليزابيث حيث ظهرت بها أثناء مراسم تتويج الملك جورج السادس عام 1937 ثم ارتدته الملكة اليزابيت الثانية أثناء مراسم تتويجها عام 1953.
يتشابك تاريخ ألماسة كوه نور التي يبلغ وزنها 105 قيراط في سلسلة من الغزو والجدل امتدت لقرون. فهذه الألماسة مرت بأيدي الجنرالات الفارسيين وأباطرة المغول والمحاربين الإيرانيين قبل تقديمها إلى الملكة فيكتوريا من قبل نائب رئيس الهند الشرقية في أربعينيات القرن التاسع عشر.
وقالت بريا أتوال، الكاتبة والمؤرخة في جامعة أكسفورد، إن “قطعة الألماس هذه تمثل الحقبة الدموية في تاريخ جنوب آسيا، كما أن أصولها غامضة إلى حد ما”.
وأفيد بأن الجدل الدائر حول رمزية كوه نور من المحتمل أن يكون قد ساهم في قرار كاميلا باستبعاد الأحجار الكريمة من التاج الذي سترتديه أثناء التتويج.
يذكر أنه بعد وقت قصير من وفاة الملكة إليزابيث الثانية العام الماضي، بدأ الكلام عن كوهينور في وسائل التواصل الاجتماعي حيث ناقش المستخدمون الشعارات الملكية والحقبة الاستعمارية.
وبينما حافظت المملكة المتحدة على ملكية كوهينور، واحتفظت بها على مر السنين، تظل ملكيتها نقطة خلاف دولي. وقد طالبت الهند وباكستان وأفغانستان وإيران جميعا باستعادتها من الحيازة البريطانية.
وذكر قصر باكنغهام، أن قرار كاميلا بعدم اختيار تاج جديد هدفه “الاستدامة”، مبينا أن اختيار تزيين التاج بمجوهرات جديدة هو جزء من “تقليد طويل الأمد مفاده أن إدخال المجوهرات هو لإظهار الأسلوب الفردي للشخص الذي سيرتديه”.