وضعت المملكة ملف القضية الفلسطينية والتصعيد الإسرائيلي الأخير أول اهتماماتها في القمة العربية التي تعقد اليوم بدورتها الـ32 في مدينة جدة، وسط ترقب وآمال العرب بأن يشكل هذا الاجتماع المهم، الذي يستضيف سورية للمرة الأولى منذ نحو 12 عامًا، منعطفًا نحو إيجاد مستقبل مشرق للمنطقة. وعبر كل القمم العربية والإسلامية يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة والشعب السعودي بشكل خاص، والعالمين العربي والإسلامي بشكل عام، باعتبارها محل اهتمام المملكة، التي تعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني واجباً قومياً ودينياً حتى يستعيد كامل حقوقه على أراضيه، وبمرور السنوات كان ولا يزال الملك سلمان في مقدمة داعمي ومساندي الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، وعلى مدى عقود بذلت المملكة عشرات المليارات دعماً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ولا تزال تسير في هذا المنحى دون كلل، حيث تواصل دعم الفلسطينيين حتى الآن.
الأزمة السودانية
في ملف الأزمة السودانية وسعياً من المملكة لإيجاد حل سلمي دائم فإنها تجدد دعمها للسودان والوقوف بجانبه في كل المواقف والأوقات، وتعهدت باستمرار مساعيها الداعمة له حتى يتجاوز «الظروف الاستثنائية» التي يعيشها، في حين اعتبر السودان العلاقات السودانية السعودية امتداداً للمصداقية في مواقف المملكة المساندة للسودان في كل المواقف والمحافل على جميع المستويات الداخلية والإقليمية والعالمية.
ولعبت المملكة منذ اندلاع الاشتباكات بين فصائل محلية على خلفية نزاع عسكري بالعمل على استقرار المنطقة، فكانت جهود المملكة بالإخلاء الإنساني الذي شمل جميع الجنسيات العالقة في الأراضي السودانية؛ لعدد من المواطنين السعوديين والكثير من رعايا الدول الشقيقة والصديقة بجهود كبيرة من المملكة، كما كشفت وزارة الخارجية الانتهاء من تنفيذ كامل عمليات الإجلاء الإنساني والتي جاءت بتوجيهات ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. وقد شملت العمليات التي نفذتها المملكة 11184 شخصاً (ينتمون إلى 110 جنسيات).
عودة سورية
وفي الشأن السوري اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد بأن «العلاقات السليمة بين سورية والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكّل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضاً». وأضاف: «الأخوّة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيراً عن الروابط بين الدول العربية»، معتبراً أن «السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصبّ لصالح الدول العربية والمنطقة».
وشدّد الأسد على أنّ «الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كافة تداعيات الحرب على سورية».
حل سياسي
طيلة تاريخ الأزمة الليبية التي تراوح مكانها لم تستطع الأمم المتحدة ومبعوثوها السبعة إنتاج حل سياسي في ليبيا يمكن البناء عليه، بل كانت الأمم المتحدة تتعاطى مع هذه الأزمة وفقاً لرؤية الخمسة الكبار في مجلس الأمن، لكن اليوم تنتظر حلاً عربياً شاملاً بعدما أصبحت ليبيا أرضاً مشاعة لجميع التنظيمات الإرهابية والإجرامية والعصابات العابرة للحدود، ولهذا تُعتبر استعادة الاستقرار والأمن إلى ليبيا مسؤولية عربية بعدما فشلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحلف الأطلسي المتهم في معاناة الليبيين إلى هذا اليوم.