طالب أمين عام وزارة الصحة سابقا وطبيب طب المجتمع والإدارة الصحية الدكتور عبد الرحمن المعاني بتنظيم حملة وطنية للتطعيم ضد الحصبة وشلل الاطفال لمدة أسبوعين.
وأضاف ان وزارة الصحة أعلنت عن تسجيل أول حالة حصبة بالمملكة في 16 الشهر الماضي، حيث ان مجموع الإصابات المعلن عنها بشكل رسمي للان 27 إصابة، مشيرا ان اخر ظهور للحصبة كان منذ عام 2013، بعد ان تم تسجيل 109 إصابات، حيث كانت نسبة تغطية التطعيم ضد المرض بعد هذا التاريخ مرتفعة جدا وبنسبة تقارب 98%.
وبين بانه يقع على الوزارة واجب ومسؤولية وطنية لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، وأهمها تنظيم حملة للتطعيم ضد المرض لمدة أسبوعين، وأسبوع ثالث لتغطية مخيمات اللاجئين السوريين والمتخلفين عن التطعيم، بحيث تستهدف المقيمين على أرض المملكة من جميع الجنسيات.
وبين ان التطعيم والحملة ستمنح جرعة إضافية زائدة بغض النظر عن سابقة التطعيم، إذ لا بد من تطعيم في اليوم التالي، للحصول على حالة المناعة المجتمعية، لافتا الى ضرورة التحضير والإعداد المسبق للحملة وإعداد نشرات تثقيفية صحية، ومطويات تعريفية خصوصا أن الفئة المستهدفة اعدادها كبيرة، لافتا الى امكانية ظهور حالات إصابة في فئات عمرية مختلفة ولغاية 20عاما.
وعن أهمية التطعيم، لفت الى إن أهمية توصيل الرسائل الصحية والتشجيع على أخذ المطعوم لإنقاذ الحياة وحماية الاطفال، «وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ظهور حالة واحدة بالحصبة يعتبر وضعا وبائيا، لأن الفيروس يعرف بسرعة انتشاره، كما ان التطعيم مهم لتحصين المجتمع باعتباره يشكل حاجزا، لمنع انتشار فيروسات الأمراض الثلاثة «شلل الاطفال والحصبة والجدري» بسرعة انتشارها ونقل الفيروس، ولذلك ضرورة التخلص من مرض الحصبة، والمحافظة على خلو المملكة من شلل الأطفال وتعزيز المناعة المجتمعية تجاههم.
وبالنسبة للإجراءات المطلوبة من وزارة الصحة والمركز الوطني للاوبئة والأمراض السارية والجهات الداعمة، فهي وفق المعاني تتمثل بالكشف عن حالات الحصبة وعزلها ومتابعة المخالطين، وتطعيمهم حسب الأصول في اسرع وقت ممكن خلال 72 ساعة من التعرض، وأخذ عينات من اي مخالط في حالة ظهور الأعراض، وحصر الفئة العمرية حيث يمكن أن تكون الإصابات بين جميع الفئات العمرية، علما ان معظمها تكون بين الأطفال الرضع وعمرهم أقل من عام، والفئة العمرية أكثر من 12عاما.
وتابع بأنه يجب وضع جميع المحافظات تحت الرصد النشط للكشف المبكر عن الحالات ومتابعة المخالطين، وتهيئة المراكز الصحية والمستشفيات ومراكز الامومة، ووضع غرفة تصنيف لاستقبال الحالات المشتبهة وجمع عينات لفحصها، والتأكد من النتيجة بمعزل عن باقي المرضى في المؤسسات الصحية، للحيلولة دون انتشار المرض بين المرضى المراجعين، بالإضافة للتعميم على جميع المدارس للتأكد من اكتمال بطاقات المطاعيم للطلاب المسجلين لديهم ومتابعة مطاعيمهم.
وفيما يتعلق بآلية التعامل مع إصابات الحصبة، أكد المعاني على ضرورة عزل جميع الإصابات المكتشفة لمدة أربعة أيام بعد ظهور الطفح، وتقديم العلاجات الداعمة حسب الأعراض، إذ لا يوجد علاج مخصص لمرض الحصبة، حيث يقتصر علاجها على مداواة الاعراض التي تظهر لدى المريض.
وتابع: كذلك عزل جميع الإصابات المدخلة في غرفة العزل، مع أخذ جميع معايير ضبط العدوى، وتحديد كادر صحي متخصص للتعامل مع الإصابة المدخلة إلى المستشفى، والتأكد من الوضع التطعيمي للكادر الصحي، وتعزيز البرنامج الوطني للتطعيم الوطني، وإعادة الثقة السابق، وعمل حملة توعوية مع المعنيين في المؤسسات التعليمية.
وبخصوص الفئات الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بالحصبة، أشار الى أنها تشمل الأطفال غير المطعمين، فهم الأكثر اختطارا من باقي الفئات العمرية، لخطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها بما في ذلك الوفاة، والنساء الحوامل غير المطعمات، وجميع من لم يتلق التطعيم اللازم، او من لم يكتسب المناعة اللازمة عن طريق التعرض للمرض في صغره.
وبخصوص طرق انتشار الحصبة، قال المعاني قد تنتشر عن طريق السعال والعطس، ومخالطة شخص موبوء عن كثب، أو مخالطة الافرازات الصادرة عن انفه أو حلقه بشكل مباشر، حيث يبقى الفيروس نشطا ومعديا في الهواء، أو المساحات الموبوءة طوال فترة قد تبلغ ساعتين من الزمن، ويمكن أن ينقل الشخص الموبوء الفيروس إلى شخص آخر، خلال فترة تتراوح بين البوم الرابع الذي يسبق ظهور الطفح عليه واليوم الرابع الذي يلي ذلك.
ورأى أنه من الممكن ان تؤدي الحصبة إلى وقوع اوبئة تتسبب في حدوث العديد من الوفيات، لا سيما في صفوف صغار الاطفال ممن يعانون سوء التغذية، والبلدان التي تم فيها التخلص من الحصبة على نطاق واسع، ولا تزال حالات المرضى الوافدة من بلدان أخرى تشكل مصدرا هاما للعدوى فيها.
أما مضاعفات الحصبة، قال المعاني انها قد تتسبب في مضاعفات شديدة في الجهاز التنفسي والعصبي، والتهاب الاذن الوسطى، والإسهال، والتهاب القرنية، في حين ان المضاعفات الاكثر ندرة هي الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغي، وسيلان الانف، والتهاب الحلق، والتهاب العينين التهاب الملتحمة، وظهور بقع بيضاء صغيرة مع بؤر بيضاء مائلة الزرقة، على خلفية حمراء داخل الفم على البطانة للخد وهي ما تعرف بـ (بقع كوبليك).
وأوضح انه لا يوجد دواء محدد مضاد للفيروسات لعلاج فيروس الحصبة، وإنما علاج المضاعفات الثانوية الناتجة عن الإصابة الأولية بالمرض