الاردن اليوم – لا يكاد يمر شهر دون أن يكون لمدينة كوباني القسط الأكبر من فواجع الموت جوعاً وبرداً وغرقاً في رحلات اللاجئين السوريين الطامحين للوصول لحياة أفضل في أوروبا.
ورغم الحوادث المأساوية، تتدفق قوافل المهاجرين السوريين باتّجاه السواحل التركية والجزائرية والمغربية، لتخوض مغامرة ركوب قوارب الموت التي نادراً ما ترسو على الشواطئ اليونانية والإيطالية بسلام.
بين كوباني والجزائر
ومن بين تلك المآسي، غادر أديب دالي برفقة زوجته وأولاده الخمسة العام الماضي من قريته تل غزال الواقعة جنوب كوباني إلى لبنان ومنها إلى ليبيا، لينتهي بهم المطاف عند السواحل الجزائرية أملاً في الوصول إلى بلاد الغرب.
وفي تصريح لـ”العربية/الحدث.نت”، أوضحت عائلة أديب أن السلطات الجزائرية اعتقلت ابنها منذ ذاك اليوم وحتى الآن، فيما بقيت زوجته وابنه الصغير ينتظرانه هناك بعد أن هرب بقية أفراد العائلة إلى إسبانيا.
وأوضح أن أخاه أيضاً لقي حتفه بأحد قوارب الموت أثناء محاولته الهرب من سوريا.
مصير مجهول
غابت أخبار الشاب السوري أحمد شيخ بركل المنحدر من مدينة كوباني وشقيقه عن عائلتهما التي رأتهما لآخر مرة في مقطع فيديو أثناء رحلة العبور باتجاه اليونان مع خروجه من تركيا عام 2021.
ولم يكن أحمد هو الحالة الاستثنائية الوحيدة التي مازال مصيرها مجهولاً، فبحسب مصادر محليّة من كوباني أكدت وجود عشرات الشباب والعوائل الذين انقطعت أخبارهم خلال رحلات العبور غير الآمنة ووقوعهم في شباك تجار البشر.
ولمن تعرض للابتزاز حال آخر، فالشاب السوري شيروان المنحدر من القامشلي، عانى الأمرين حتى وصوله إلى الأراضي التركية عبر مهربين، خصوصا بعدما أطلقت قوات الحرس التركية النار عليه ثم اعتقاله وتسليمه إلى جبهة النصرة.
كما أوضح أن عناصر النصرة ابتزت عائلته للحصول على الأموال كفدية مقابل إطلاق سراحه، إلى أن نجح مهرب بإيصاله إلى تركيا مقابل 6 آلاف دولار، ومن هناك إلى ألمانيا عبر مهرب آخر مقابل 20 ألف دولار.
أزمة عمرها سنوات
يشار إلى أن السوريين كانوا دأبوا خلال السنوات الماضية على الوصول إلى أوروبا عبر تركيا بسبب ظروف الحرب التي اندلعت في بلادهم منذ عام 2011.
كما أن فرض تأشيرات عليهم من قبل السلطات التركية والجزائرية والمغربية، منح العبور إلى إيطاليا من ليبيا أهمّية كبيرة، لاسيما أن طرابلس لا تفرض على السوريين حيازة تأشيرات سفر وتكتفي بحصولهم على موافقة أمنية كشرطٍ لدخولهم إلى البلاد.