كشف تقرير حديث لـ “المعهد العالمي للموارد”، عن تواجد الأردن في قائمة الدول التي تعاني من إجهاد المياه، في ظل ارتفاع الطلب على المياه.
وأوضح التقرير، أن الإجهاد المائي في الأردن يفوق الـ 80%، بسبب التغيرات المناخية التي تؤدي بدورها إلى تقليل حجم الإمدادات المائية المتاحة واستنزاف مواردها.
التقرير يقول إن البلدان التي تواجه “إجهادا مائيا شديدا” هي التي تستخدم ما لا يقل عن 80 بالمئة من إمداداتها المتاحة، ويعني “الإجهاد المائي المرتفع” أن (البلدان) تستخدم 40 و80 بالمئة من الإمكانيات المائية المتاحة.
ويبرز التقرير أنه بدون تدخل مناسب، من خلال الاستثمار في البنية التحتية للمياه وتحسين إدارة الماء، سيستمر الضغط المائي في التفاقم، لا سيما في الأماكن ذات النمو السكاني والاقتصاديات السريعة.
وفي السياق، يقيس المعهد العالمي “معدل الإجهاد المائي” بحساب نسبة الطلب على المياه في مقابل العرض المتجدد منها (المياه)، إلى جانب نسبة التنافس على الموارد المحلية للماء؛ وكلما كانت الفجوة بين العرض والطلب أصغر، كلما كان البلد أو المنطقة أكثر عرضة لنقص المياه.
** الدول العربية
وبين التقرير، أن 25 دولة، معظمها من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتعرض حاليا لإجهاد مائي شديد كل سنة، حيث يواجه 83 بالمئة من سكان المنطقة مشاكل تتعلق بتوفر المياه.
وجاء في لائحة الدول الـ25، بلدان البحرين والكويت ولبنان وعمان وقطر، متبوعة بالإمارات والسعودية، ومصر وليبيا واليمن والأردن وتونس والعراق ثم سوريا، فيما جاءت دول المغرب والجزائر في قائمة “الدول ذات الإجهاد المائي المرتفع”.
وحذر التقرير من أن استمرار الأوضاع الحالية بالدول المذكورة، يعني أن 100 بالمئة من سكانها سيعيشون مع إجهاد مائي مرتفع للغاية بحلول عام 2050.
وأشار التقرير إلى أن الإجهاد المائي في هذه البلدان “ناتج في الغالب عن انخفاض العرض”، مقترنا بارتفاع الطلب من الاستخدام المنزلي والزراعي والصناعي.
** مشروع الناقل الوطني للمياه
وتتجه الحكومة، نحو مشروع الناقل الوطني للمياه، الذي يستهدف تحلية 300 مليون متر مكعب من مياه البحر الأحمر في العقبة ونقلها إلى عمان عبر محطات ضخ لتزويد معظم المحافظات، والتحول للتزويد المائي المستمر في معظم المناطق مع مراعاة الشروط البيئية، ليكون مشروعا أخضر مع استخدام الطاقة المتجددة في تشغيل المشروع نهاراً.
وعقدت الحكومة اجتماعات مع المانحين والممولين بحضور سفراء وممثلي الدول المانحة والداعمة للأردن والبنوك والمؤسسات التمويلية الدولية، لجلب المنح لمشروع الناقل الوطني.
واتجه الأردن لتنفيذ المشروع بعد تعذر تنفيذ مشروع ناقل البحرين الذي يقوم على ربط البحر الأحمر بالبحر الميت وإنشاء محطة لتحلية المياه وتأمين احتياجات الأردن وفلسطين من المياه لكن الاحتلال الإسرائيلي المشارك فيه لم يف بالتزاماته وانسحب بشكل نهائي منه.
ويواجه قطاع المياه في الأردن تحديات كبيرة، حيث يعد الأردن واحدة من الدول الأكثر فقرا بالمياه ويتصدر قائمة الدول العالمية التي تقع تحت خط الفقر المائي العالمي.هلا اخبار