بانوراما النهايات المفتوحة والارتدادات القادمة بعد غزة !

المهندس سليم البطاينه

 

رغم ثقل وبؤس الجو المُعبّأ بنظريات المؤامرة المسيطرة على الاحداث والعقول ، والذي يلاحقُنا في كل مكان ! إلا أن قلق السؤال ما بعد أنتهاء إبادة غزة لا بد منه لمحاولة الإلمام بالمتغيرات والاحداث المتوقعة القادمة ،،،،، فعاجلاً آم أجلاً ستتوقف الحرب وسيهدأ صوت المدافع وتغادر الكاميرات ، وسينكشف كل شي قبل أن يختفي سريعاً تحت تراكم الاحداث.

لكن يا ترى ماذا تحمل لنا السنة الجديدة من مفاجأت وأسرار ؟ من الطبيعي بعد غزة أن تكون الآمال والتوقعات منخفضة وبائسة ! والواضح أمامنا أن مجريات الاحداث تُنذر بعام جديد سيكون من الأصعب على معظم دول المنطقة والأقليم ! وقد يصبح مصطلح الشرق الاوسط متعدد الدلالات ! فمن كان يتصور أن تستمر حرب إبادة ضد البشرية وضد الاطفال وهم أجنة في الارحام ، وخُدّج في الحاضنات ! حديثوا الولادة في أحضان الامهات !! هكذا بلا خوف من رد فعل عربي أو دولي ؟

دخل العام الجديد ولم تعد غزة مجرد أرضٍ وشعب يتعرض للإبادة أو التطهير العرقي ! وإنما حالة سيكون لها ما بعدها وما خلفها من أحداث وتداعيات قادمة ،،،، ولن يقتصر تأثيرها على الحاضر بل سيمتد إلى المستقبل ، وسيتواصل عجز الدولة العربية بأن يكون لها دور أستراتيجي ،،، وسيبقى المشهد ضبابياً بإطار عربي غير واضحة معالمه ،،، وستبرز بالتأكيد أمامنا مرحلة تغيرات جيوسياسية ،،، وستبقى مخرجات الحرب شئنا ام ابينا محور الاحداث لأجل غير معلوم.

ونتائج الحرب سوف تفوق ملامح الشرق الاوسط وستترك علامة بارزة على خريطة العالم ( الجيوسياسية ، والجيواستراتيجية ، والجيوأقتصادية ) على غرار ما حدث بعد (١١سبتمبر /ايلول عام ٢٠٠١) ، حيث أن تفاصيل الاحداث تشبه إلى حد كبير الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك سنة ٢٠٠١.

وسيظل الاضطراب السمعة الابرز في المنطقة ! وستنشغل غالبية دول المنطقة بهمومها وسخط شعوبها وتحولاتها الداخلية ،،،، وستنتهز إسرائيل ذلك في فرض سياسة الامر الواقع على الارض !

وهذا ما نشره الموقع الاخباري الفرنسي Mond Africe قبل أسبوعين تقريباً : أنه بعد أنتهاء الحرب ستدخل المنطقة العربية وأنظمتها في مرحلة تحول كبير وتغيرات سياسية عميقة غير مسبوقة ! وستستمر مرحلة القلق لتحكم هذا المسار لفترة طويلة قادمة ، نتيجة الفراغ السياسي والاستراتيجي الحاصل حالياً في المنطقة والاقليم.

أهم ما شد انتباهي بالتقرير هو أن الشعوب العربية بدأت تستفيق ، وبدأت تُفكر في حالها ، فقد توحدت شعاراتها وكأن أعناق الناس وعقولها انفجرت مرة واحدة ،،، التقرير حذّر من خطورة عودة أسلمة المجتمعات العربية من جديد وأسلمة الفعل السياسي ! حيث أن هناك أزمة في الشارع العربي لم تتم قرأتها حتى اللحظة ، وان الربيع العربي الذي خبا نجمه من الممكن هو الآخر ان يتحرك بموجة جديدة !

ما نراه أن إسرائيل ماضية في مخططاتها الشيطانية غير آبهةٍ بأحد ! فـ بعد حرب غزة بعدة ايام طرح عضوا الكنيست الاسرائيلي ( موشيه بيسيل ، وساسون غوئيتا ) مشروع قانون لتهجير أهالي قطاع غزة إلى أي بلد عربي أو غير عربي يرغب بأستقبالهم : نص مشروع القانون أن كل من ينزح سيدفع له مبلغ ( ٦ الاف دولار /للفرد ) وعشرة الاف دولار للدولة المستقبلة.

أما الباحث ومدير معهد (مسجاف Misgave) الإسرائيلي للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية Amir Whitman كشف قبل أسبوعين وللمرة الثانية عن وثيقة تم إعدادها قبل معركة غزة بسنتين عنوانها : ( برنامج إعادة التوطين والتأهيل النهائي لكافة سكان مصر ) ، تقول الوثيقة ؛ أن إسرائيل رصدت ان هناك في مصر ( عشرة ملايين وحدة سكنية شاغرة ) في مدينة السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان الصناعيّتين تملكها الحكومة المصرية والقطاع الخاص ، وبجانبها أراضٍ كافية لإسكان ستّة ملايين نسمة ! وان تلك المساكن تكفي سكان قطاع غزة الذين يقدر عددهم ما بين ٢-٢،٤ مليون نسمة ! وأن إسرائيل مستعدة فورا لتحويل أكثر من ٣٠ مليار دولار لمصر من أجل تلك الغاية.

الامر لم يعد يحتمل التجاهل ! وحيل الماضي أصبحت مكشوفة ! وتأثيرها على العقول والرأي العام صار معدوماً ! فأي متصفح للتاريخ يعرف أن المؤامرات وراء كل ما يجري في الوطن العربي من محيط القهر حتى خليج الذل.

featuredالأردنالمهندس سليم البطاينهرئيسي